الأربعاء، 20 يناير 2021

مقال ‏/ ‏بقلم ‏السفير ‏د.جمال ‏إبراهيم ‏

مقال
تربية الأطفال والمراهقين المضطربين سلوكيا
أطفالنا أمانة في أعناقنا وهم زينة الحياة كما قال الله تعالى في سورة الكهف . بسم الله الرحمن الرحيم المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا . صدق الله العظيم ، فيجب الإهتمام بهم وتربيتهم التربية الصحيحة حتى ينشأوا نشأة صحيحة خالية من السلوكيات المنحرفة ، ولنعلم بأن ما نزرعه في نفسية أطفالنا من عمر سنة نجني ثماره في مرحلة البلوغ والمراهقة ، فيجب تثقيف الآباء والأمهات بكيفية المعاملة مع أطفالهم في مثل هذا السن ، وذلك لأن الإنسان ابن بيئته التي نشأ فيها ، والوالدان والأسرة هما البيئة التي يعيش الطفل في كنفها في نعومة أظافره ، والطفل في هذا السن تتكون نفسيته من سلوكيات الأخرين وكذلك من السلوك التربوي الخاطئ فتنعكس على تصرفاته في مرحلة البلوغ والمراهقة، وسوف أضرب مثال لتوضيح الأمر. عندما يتعلق الطفل الصغير في عمر سنتين أو ثلاثة بلعبة أخيه فتسمح له الأم بأخذ لعبة أخيه واللعب بها على أن يضعها في مكانها قبل قدوم أخيه من المدرسة ، ثم تتفرغ هي لأعمال المنزل دون ازعاج ، وإذا شك أخوه وسأله عن ذلك ينكر والأم تصدق على كذبه حتى تريح دماغها ، ويظل الطفل على هذا الحال حتى يصل لسن الدراسة والذهاب إلى المدرسة ، فإذا أعجبته لعبة أو أي شئ مع زميله في الفصل أخذها خفية وإذا سأله زميله عنها ينكر كما كان يفعل مع أخيه ويذهب بها إلى المنزل وإذا سألته أمه يكذب عليها ويقول : بأن زميله أعطاها له هدية مثل ما كان يكذب على أخيه ، ويستمر على هذا الحال حتى ينفضح أمره ، وتعلم الأم حقيقة ابنها وتتعجب من ذلك ، ولا تعلم إنها هي التي جعلت منه سارق بإمتياز دون أن تدري نتيجة للتربية الخاطئة ، مثل هذه النشأة الخاطئة والتربية الغير سليمة تنتج ثمار سيئة وهي أطفال ومراهقين مضطربين سلوكيا ، فيجب على الوالدين والأسرة أن يحسنوا تربية أطفالهم التربية الصحيحة الواعية حتى لا يقعوا فريسة للسلوك المضطرب ، وذلك لأن الوقاية خير من العلاج ، أما بخصوص المراهقين والتغيرات التي تحدث لهم والرغبات التي تعتريهم في مثل هذه المرحلة الحساسة من حياتهم فيجب توعيتهم وإعطائهم المعلومات الصحيحة وتوضيح المخاطر التي تلحق بهم إذا أتخذوا سلوكا منحرف ، ويقع ذلك على عاتق الوالدين والأخصائي الإجتماعي بالمدرسة لأن تركهم سيدفعهم إلى معرفة هذه الأمور من أقرانهم فيستقوا المعلومات الخاطئة فينعكس هذا على سلوكهم ، أما في حالة وجود أطفال أو مراهقين مضطربين سلوكيا ، فيجب التعامل معهم وفق منهج علمي تحت يد متخصصون في هذا المجال حتى يتم تقويمهم والوصول بهم إلى بر الأمان .
بقلم / السفير د. جمال إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق