العالم بعد كورونا
مخطئ من يظن أن العالم سيبقى هو ذاته ما قبل كورونا لأن هذا الظن يخالف نواميس الكون ويرسل المولى سبحانه هذه ال ابتلائات للناس كل فينة وأخرى حتى يتذكر الانسان ويتعظ ويغير من سلوكه العدواني الظالم ويرجع للحق والخير والعدل والجمال صفات مطلقة يحبها الله عز وجل
أما صفات الظلم والطغيان فإنها صفات غير مطلقة لذا ينزل البلاء عندما تتمكن هذه الصفات من الحياة وتصبح عادة تعود الناس عليها ولا يخفى على أحد سرا أن الظلم فى العقود الأخيرة من حياة البشرية أصبح يمارس بشكل منتظم خاصة على دول العالم الثالث الفقيرة ماديا فمن يدفع أكثر يجد الأمن والأمان أكثر!
وبأواخر هذه الحقبة قفز لحكم العالم قادة لا يعترفون سوى بالمال والقوة فمصانع السلاح تعمل لكن على حساب الضعفاء ودمائهم وحدها وقود لهذه المصانع وأضحى سباق التسلح يأكل جل ميزانيات هذه الدول ولم يكتفوا بهذا القدر بل هداهم شيطانهم أن يقوموا بإنتاج جيل جديد من الحروب الجرثومية واخترعوا لها الأمصال حتى يلتهموا ما تبقى من مال بعد التسليح التقليدى!
لكن مخطئ من يشعل نارا بعيدة عن دياره ويظن أنه بمنأى عنها لابد يوما أن يعانى من لظى تلك النار!
وقد حدث وفتك هذا الفيروس بالجميع سواء عن قصد أو عن غير قصد فما أراده الله سيكون ولن تعجزه الأسباب فهو سبحانه مسبب الأسباب
طبعا هناك واقع جديد سيفرزه هذا الفيروس ويعتمد على طريقة إدارة الآزمة فى كل بلد
فكل حاكم سيكون قريب من شعبه ويجعل له الأولوية سيتعضد ملكه وسيقوم شعبه بتثبيت كرسى عرشه أكثر من الخارج عشرات المرات!
وعلى الصعيد الدولى هناك أشياء كثيرة ستتغير خاصة ما يسمى بالعولمة فعندما تستجدى فتاة إيطالية الغرب بأن يساعدوا بلدها وتذكرهم بدور الحضارة الإيطالية على مر التاريخ من علوم وفنون كليوناردو دافنشي أو ماركونى
أو البرتو مورافيا ويضرب قادة العالم بهذا الكلام عرض الحائط فهذا يؤكد قرب انتهاء
كذبة العولمة الكبرى!
وسوف تعود الدول للاهتمام بالإنسان فى الداخل بل والاستثمار فيه وسوف تقلص حتما ميزانيات التسليح والسباق الغير مجدى فيها تماما كما فعلت اليابان بعد قنبلتي نجازاكى وهيروشيما!
وأعتقد أنه سوف ينتهى دور الأمم المتحدة المخذى الذى لم يقدم شيئا يذكر فى تلك الأزمة سوى نصائح للشعوب على استحياء وعموما أنصح من يديرون هذا المبنى الرائع الذى يقع على ضفة النهر الشرقي بمنهاتن بالولايات المتحدة أن ينزلوا لهذا النهر ويعمدوا أنفسهم فيه عسى أن يتطهروا من الذنوب التى علقت برقابهم
جراء الدماء التى سالت على مدى قرن من الزمان بالشرق المنكوب وليست أخرها بالطبع دماء رجال ونساء وأطفال سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا أعتقد أن الأوان يا سادة
إما أن تططهروا وتقوموا بدوركم على أكمل وجه فى حفظ السلام العالمى أو تبحثوا عن ألية أخرى غير ألية القوة وحق الفيتو التى تعملون بها حتى بنككم الدولى لا يساهم فى استتباب السلام فعندما يقوم بتمويل سد لاثيوبيا على ضفاف النيل متحديا مئة مليون مصرى فهو بذلك يدعوا لنشر الفوضى والغداء بين الشعوب!
ونصيحتي لقادة الشرق ان يهتموا بإنسان الشرق وأن يقوموا بالاستثمار فيه فهو رمانة ميزان ثبات عروشهم
وبأقل تكلفة!
فلو وجهنا ربع الثروة التى ننفقها على سباق التسلح الوهمى واقتربنا من بعض أكثر
ولفظنا شرور الغرب من إيقاع الخلافات واصطناع الحروب الوهمية بديارنا سوف يكون لدول الشرق شأن أخر وسوف تكون دول الشرق هى الحصان الأسود القادم وبقوة
الله أسأل أن يستفيد حكامنا وشعوبنا من هذه الأزمة ونخرج منها بشكل أفضل مما كان قبل كورونا فحتما سيكون هناك وضع جديد ونحن من سيحدد بصلة الاختيار
بقلمى د. عبدالحليم هنداوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق