الأحد، 29 ديسمبر 2019

ممشى الورد/ خسوف القمر / بقلم دكتور عدنان الظاهر

5 ـ ممشى الورد / خسوفُ القمر

ريحٌ للوردِ تُعطّرُ ممشاها أقداما

من أولِّ قافلةٍ يحملُها مصباحُ الأنوارِ

مرّتْ مرَّ شعاعٍ في الدنيا الأخرى

لم تتركْ في صندوقِ بريدي حرفا

أو أثراً أو رسما

وعدتْ أنْ نقضي الليلَ سويّا

أخفتْ آثارَ الأقدامِ على مرآةِ الرملِ

ذوّبتُ شموعَ الحُرقةِ منديلاً للدمعِ

أتألمُ لا أُصغي

تلفازُ الجارةِ يعزفُ جازاً موسيقى

يقرأُ نشراتِ الأخبارِ

الرؤيا ( كنزٌ لا يَفنى ) !

طوّقتُ الشوقَ فحاصرني حتى ضاقتْ أنفاسي

هذا الحتمُ حتوفُ السقفِ الواطي

يتهاوى في الجو الباردِ منشوراً منشارا

آنَ أوانُ طبابةِ تشريحِ جسومِ الأنواءِ

تتساقطُ في نومي أسناني

أتمنّى جسراً ذهبيّاً تلبيسا

قالتْ ستراني

لا تخفضْ رأسا

6 ـ شَهر[ زاد ] / شهرزاد

الرؤيا فَلَكُ الجرّةِ دوّارُ

هبّتْ كهباءةِ نارِ سَخامِ التنورِ المسجورِ

جاءَ الموعدُ لكنْ

لم تتركْ للموئلِ والآيلِ تأويلا

ما أرختْ للمرسى حبلا

عمّقَ هذا المنحى أطوارَ الحوباءِ ..

أحببتُ عطورَ مخازنِ زينتها

صورَتها تتراءى فوقَ سطورِ سرابِ المرآةِ

وزوايا حجرةِ سكناها في الدورِ الثاني

أحببتُ السِنجابَ الأسودَ يسحبُ تيهاً ذيلاً

يتأرجحُ لاعبَ سِركٍ بين الأغصانِ

يتسلّقُ جدرانَ الشُرفةِ بحثاً عنها

عن نورٍ أخضرَ في ماءِ بحيرةِ عينيها

يتقفّى شهدَ الثغرِ وعطرَ الوردِ

7 ـ فلسفة الشموع / خِضر الياسْ

يطفو ..

ياساً أخضرَ فوق سطوحِ الماء الجاري

النارُ تُنيرُ طريقَ المجرى

النارُ تذيبُ الشمعَ الطافي

لكنَّ الماءَ المركوبَ هو الماءُ

يحملها أنّى شاءتْ

يأخذها النهرُ وئيدا

لتخومِ الأفُقِ المجهولِ النائي

الشاهدُ مشدودُ الأعصابِ

يخشى أنْ تغرقَ في الماءِ النارُ

يَرقبُها مُحمّرَ العينينِ

قبضتُهُ من شمعِ خلايا النحلِ

أنفاسُ الناسِ محطّاتُ قطارٍ يصعدُ للأعلى

يلهثُ إذْ يرقى

سيّدتي ( زادُ الشهرِ )

تحملُ للخضرِ الآسي نذرا .

دكتور عدنان الظاهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق