السبت، 28 ديسمبر 2019

سنة تعمدت أن تعمر طويلا / بقلم الأستاذة سمية برقيعي

سنة تعمدت أن تعمر طويلا .. كان كل يوم يمر بصعوبة ، ألما و قهرا على صغاري "مريم و يحيى"
حين يتآكل الجسد و يحترق من الداخل حتى يصل الإحتراق في مرحلة ما إلى الجلد .. و حين تصبح الملامح باهتة، و اللون شاحب بين صفرة و خضرة.. و الرأس يرجو بعض الشعر يتدفأ به من برد الشتاء
كان ذلك في مثل هته الأيام من شهر ديسمبر ٢٠١٧
و حين تخبر صغيرة أمها أنها لا تريد أن تكبر لألا تفقد هي الأخرى شعرها..  إنه الوجع
و حين تضطر أم للتخلي عن رحمها و هي تحس أنه سينتقص من أنوثتها.. و هي الأم التي طالما تمنت كثرة في الولد.. فقد نشأت وحيدة تتسول إحساس الأخت بين قريبات و صديقات..
و حين تخبر إحدى الممرضات الحمقاوات مريضة أنه لا أمل من شفائها فتزرع الرعب في قلبها و توحي لها بأن تنتفض من مكانها قاصدة بيتها لتموت بين صغارها ، تلك الجاهلة ..
لا أنسى لؤمها ما حييت
و لن أنسى تلك العيون المبتسمة فرحا ، عيون الإنسانية professeur Aouresse عندما أخبرتني أنها آخر جرعة ،
جرعة الحياة و الأمل.. حياة جديدة
سمية برقيعي ٢٨/١٢/٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق