السبت، 28 مارس 2020

"حوار مع صغيري "
من كتاب شازلونج ⁦✍️⁩📃

أخبرني يا صغيري عن حياتك أتنعم بالسعادة والراحة التي كنت تشعر به في رحم امك حينما كنت تتقلب في أحشائه وتريد الخروج الي النور....أكنت مرحاً حينما اخد الطبيب قدميك من الاسفل و أحدهم قال مبروك ي فندم طفل زي القمر ....بل كنت تصرخ وكأنه صراخات لعنه علي حياة كنت تعلم مرارتها  ...قل لي كم مره رأيت طعم السعاده في أعين الآخرين ....كم مره نظرت إلي الجميع و رأيت  تجاعيد وجوههم في سن العشرين وإذا مر امامك رأيت أنحاء فقرات عموده الفقري اكاد اقسم بأنه انحناء لرجل في سن الشيخوخة ....أخبرني أيضا عن خصلات شعرك البيضاء التي بدأت تنمو في رأسك عن ذقنك التي جعلتك كهلا ..وأخبرني أيضا هل وجدت من يفهمك بصدق أم وجدا من يسئ لك الفهم ...أخبرني عن قائمه اصدقائك المبعثرة علي الفيس بوك وانت تعاني من الوحده الدائمه ...قل لي يا صغيري ماذا تفعل إذا وجدت اقرب الأقربين يريدون لك السقوط ..عن نظرات حقد تجتاح أعينهم من كل نجاح تحققه ...وأخبرني أيضا هل مازالت علي نفس الأستطاعة من مراجعه منهج الصف الاول الاعدادي وانت الان في اخر سنين الجامعه ...أخبرني هل حققت فائدة ما ؟ أم سنين تمر من عمرك و أنت خائب الظن ...أخبرني عن ورقه وقلم تتحكم في مستقبلك...أخبرني عن مجهود يبذل في مئات الليالي لمراجعة المنهج لدخول الامتحانات ....رفقاً بحالك يا صغيري ادخر مجهوداتك الي ما بعد الجامعه حينما تننزف منك دماء العمل و قطرات العرق المتناثرة علي عروق وجهك الصلب  أثناء عملك ...أخبرني يا صغيري عن مدي قوتك التي  جعلتك هشاً ...الي ذللك الحزن المرير الذي يسكن وريدك وعن قلب كان شعارهُ للحزن نبقي ...أخبرني عن كلمات  ومواقف جعلتك تبكي ألف المرات ليلا ....أخبرني عن سجنك لذاتك ... وعن حريتك المقيدة وأخبرني أيضا هل تملك حق الصراخ ...ماذا تفعل إذا رأيت روحك تسلب منك وانت لا تملك حق الصراخ ...أخبرني عن أموالك  هل حقاً تستطيع شراء كل شئ بالمال؟ ...أخبرني هل مازلت في صومعتك الخاصه ترتشف كوب من القهوة وتعزفان معاً لحن مرير و تقرأ معهم  روايتك المفضله حتي ينبض قلبك بقوة حينما تقع عينيك علي جملة تقول حروفها : "الحياه اصبحت عالم مخيف" ....بالطبع يطلق عليك اليأس الولهان الهارب من حياته خوفا من المواجه عليك أن تفعل الآتي ؛ لا تعطي أذنيك لأحد افعل ما يريح عقلك و بدنك ....

وأخبرني عن معارك خاضها قلبك الصغير  حتي استشهد في ساحه القتال  .. أخبرني عن القضيه الفلسطينية وعن سوريا و العراق وعن راية الدماء المرفوعة ولا نعلم كم من الوقت تبقي علي حقن مزيد من الدماء  ولكن شئ واحد يا صغيري... اقوله لك ؛تباً لكل شئ ذكرته  سابقا ....إذا اتي  الموت فرحب به والتزم  بصلاتك ولا تقلق في جنان اللة خلقها المولي  لكل من نزف قلبه من سكين الدنيا  ..

بقلم /أحمد صالح⁦✍️⁩📃

~Ash

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق