الجمعة، 11 يناير 2019

ويشاء القدر / بقلم الشاعرة هيفاء البريجاوي

(قصة قصيرة )بعنوان
ويشاء القدر
.................
من خلف تلك الجدارن الباردة ،وصقيعها المترنم بين حنايا الروح ...تحاكي فينا كل الشجون ...تحيي أحاسيسًا وتجلي عثرات خوف .
حكايا تجاري نبضات قلوب زرفت الدم أوردة .
احتقنت محافل عمر يهزم ،ويبدد آلالام توغلت بسرائر دفينة صاغت روائع لا تنتهي  ...
تخطت عثرات الزمن، من تلك البوابة الكبيرة ،ومن أعماق مرتجفة تئن الزفرات.
استقبلت تلك الحروف، حيث كنت ألازم صديقة أجرت عملية وأتم الله شفائها ،لكن الذي ساقني لذاك القدر بتلك الليلة أن تعيشني نجوى لا تفارق روحي حينما سمعتُ قصتين بحوارات مختلفة.
يفصل بينهما ليس جدار أصم إنما مضمون أرواح تشربت الألم كل بمذاق مختلف.
تلبدت روحي لصدى نبضات قلب أبٍ كادت أن تتوقف نزيفًا   ،ليس لأنه يحتاج زرع قلب فحسب ليعيش، بل لابنته التي وافتها المنية، وهي تجلب له قالب الكيك لتحتفل به بتلك الليلة الباردةفي المشفى ..وقبل أن تفارق الحياة  ،طلبت من إدارة المشفى ان ينقلوا قلبها لوالدها ليعيش بنبضها ،وتتبرع بأعضائها لكل من يحتاج زرع عضو، وحينما أخبروا والدها بضرورة نقل القلب ،وإلا سيموت خلال أيام لضعف قلبه.
فما كان منه إلا أن يصل شتات نبضه، وأنين روحه ليعانق زفرات لن أستطيع تدوينها بحروفي البليدة وهو يقول :أهون عليّ الموت  ألف مرة من أن أحمل قلب ابنتي بين ضلوعي لأعيش به، وهي تعطيني نبض حياة أسترقه من بين حنايا روحها.
ليقف الأطباء حيارى !!!ما عساهم يفعلون،  وألتزم الصمت أمام تلك الدموع التي بللت وجنتي  عطشًا.
لعظيم روح سامية، وبقي الكل يتساءلون ..
وبنفس الوقت كان بالغرفة المقابلة حالة نقيضة  لزوجة أب حاكت للقسوة ،والأنانية كل الألا عيب لتبعد ابنة زوجها عن حضن أباها، وتجعله يطردها من منزله لتعيش محرومة ذاك النبض التي لم تسكت أنينه كل السنين لتعيش بعيدة عنه ببيت جدتها .
فيشاء القدرأن تكون طبيبتها التي تعالجها في المشفى وتلتقي أعينهما بعد سنين مرار ة لم تفارقها ....ليأتي الأب لعند ابنته التي أبعدها عن حضنه طفلةصريعة الأقدار ،ولم يحتو برد روحها ،وجفاء قلب تآكل حزنا.
ليشاء القدر في تلك الليلة أن يلتقيا ....ليطلب منها إنقاذها كونها أكبر طبيبة جراحة بالمشفى ... وتبقى الأجوبة معلقة والقلوب دفينة أحزانها ....
تلك الليلة كانت من أغرب الليالي التي عشتها ،حيث غادرتها صباحًا وأنا لا أزال مذهولة من أحكام القدر وشغبه بتلك القلوب التي تئن وتحتضر ....
بقلم /هيفاء البريجاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق