كأنك المطر
بقلمي أنور مغنية
تعالي نغتسلُ بالمطر
واتركي شعرَكِ الطويل
ينامُ على كتفي
فرحي لا يأتِ إلاَّ إذا
تجمَّع في عينيكِ الغمام
وصرتِ الغيم والسماء
وصرتِ أنتِ المطر
هذا الشتاء يغريني
يفرحني ، يغسلني، يبللني
ويُحرِّكني بعد أن كنتُ حجَر
هذا الشتاء يخيفني ويعريني
كما الأشجار تحت المطر
حياتي مبللة تمازجَت حروفها
كما جريدة فاجأ حبر كلماتها مطر
يقتلني هذا الرَّعدُ
يُعجبني هذا البرقُ
ويُخيفني هذا الصَّعقُ
يعيدني لأيام الخطَر
أنتِ تشبهينني جداً سيدتي
أنتِ تؤلميني كضميري
أنت كالليالي أنت كالمطر
أنتِ بجنونك يا سيدتي
تشبهين جنون المطر
هذا ليلٌ ماطرٌ ، أزقَّتهُ فارغةٌ
وأنا من خلف نافذتي أتوسَّلك
يا حنين الأرض لشوق السماء مطر
ما ذنبُ الهوى إن فرَّطَ بعاشقٍ مثلي ؟
حظِّي كبريائي عِزَّتي آسِفٌ أني أنا
آسفٌ على كلِّ نجمٍ لا يُضيءُ
حيثُ تُغريكَ الأعالي بالسَّنا
ما ذنبي بعُرفِ الهوى ؟
وما ذنبي أنني إنسان ؟
قالوا : أتهجرُ ؟
قلتُ : واحداً وكفى
وصالاً ذالك الهجران
هو موطني وفؤادي موطنه
وهل تنفرُ من أوطانها الأوطان ؟
متى سيأتي سحابُ الحنين
فيبعثكِ في أرضي غيثاً
وبقحطِ انتظاري مطر ؟
فهل يحلُّ الشتاء الآن
أم سيرحلُ المطر ؟
هذا البكاءُ العاجزُ
يطلعُ من صدري المهجور
من مكانٍ مجهولّ
ولا زلت ألتمسُ جفاءكِ كحزن الندى
كآخر شهقةٍ برئةِ الشوقِ
وفصول الهوى تحتشدُ في فكري
كريقِ قصيدةٍ مبللةٍ بدهشةِ الحبر
يتسرَّبُ من فجوة الضِّيقِ على الورق
فأقدِّسُ ذاك البعد المرهون بالغياب
وأصوم عن اللقاء
حتى آخر موعد مطر
أنور مغنية 09 05 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق