حيفا ، قبلة الشمس
من ضحكةٍ
تزدهي الشمس
فوق أسواري
من همسةٍ
يحتفي الصمت
بأسراري
من نظرةٍ
أعود بذكراها طفلاً
حاملاً مزماري
من نسيم الكرمل
أصوغ ألحانها
أجدلُ أوتاري
أيّ شقاءٍ سيكون
لو مرّ ، بلا أملٍ ، ليلي
فوق همّ نهاري
مقلتاها ، قبلةُ الشمس
سأشدٌّ الرحيلَ
هذا مساري
تاج العزّ مناري
والتاج لا يُكلّلُ
إلا وأنا مقبلٌ بأزهاري
خضراءُ العينين
ورديةُ الوجنتين
مُيمّمنا وجهي
غير مسرفٍ أرنو إليها
بأغنيةٍ من فضاء يديها
ذاك شعاري
على شرفةٍ متوردة ،
محرابها
متفردة بعطر أزهارها
مأخوذة بقلبي الذي مازال
راغبا ان يحترق بجوارحها
أفقُ وجهها موشحٌ بالصبح
فهو ثيابها ،
حلةٍ من عسجدٍ ونُضارِ
فيحاء الدلالِ
مهدُ الجمالِ
(وجمال من حولها
رياء عاري)
هذي عروس البحر
تنبسط شامخةً أمامنا
تبرق تارة ، ثم ترعد
ثم تبكي ، ثم تبتسم ،
قضت النوائب أن تعيشَ
بغربةٍ ، بحرقةٍ
بين السلاسلِ مرة والنارِ
(كانت زمردة كبيرة
فأصبحتْ لؤلؤة مبلورة)
ذاك هو حكم الريح والتيارِ
***
وأنا أكتب لكِ هذه البطاقة
أفكر بالطقس والأنواء
يوم لكِ وألف عليهم
بيننا وبينكِ لقاء
حيفا ، لا تطوي صحائفك
الله يبارك صفصافك
بين حقل ناضرِ أو دارِ
تمهّلي ، لا تجزعي
فالمآذن تعرف ميقاتها
والشعب يقرأ تكبيراتها
قد كنت لنا منذ الف عام
بركانا وإعصار
ننأى أو نقترب ،
فالهناء يجيء بأسفار
أرى الصبح في وجهك
قد تبلُج
والصبح يُعرف من الأنوار
عبدالوهاب الجبوري
الموصل في ت٢ ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق