- على هَامِشِ عِيدِ الْمُعَلِّم
للشاعر الدكتور ابراهيم الفايز
يَا مَنْ حَنَتْ دَوْرَةُ الْأَيَّامِ قَامَتَهُ
وَصَارَ يَمْشِي على عُكَّازَةٍ وَجِلَا
وَرَعْشَةٌ لازَمَتْ يُمْنَاهُ فَارْتَجَفَتْ
أَرَادَ إِخْفَاءَهَا في حَسْرَةٍ خَجِلا
وَهَيْئَةٌ أَخْفَتْ الدُّنْيَا مَلامِحَهَا
قَدْ كانَ يَحْمِلُ في طَيَّاتِهَا رَجُلَا
وَنَظْرَةٌ بِضَبَابِ الْفَجْرِ خَالَطَهَا
يَمْشِي الْهُوَيْنَا وَقَدْ أَمْطَرْتُهُ قُبَلَا
أَلَمْ تَكُنْ أَنْتَ مَنْ أَفْنَى شَبِيبَتَهُ
مُعَلِّمَاً وَبِعَزْمٍ يَرْتَقِي زُحَلَا
عَلَّمْتَنَا الضَّادَ نُمْلِيهِ وَنَكْتُبُهُ
وَنَنْظُمُ الشِّعْرَ إِمْلَاءً وَمُرْتَجَلَا
وَقَدْ زَرَعْتَ بِنَا ما طَابَ مِنْ خُلُقٍ
فَأَثْمَرَ الزَّرْعُ في أَجْيَالِنَا عَسَلَا
فَقَالَ لِي وَالْأَسَىٰ بَادٍ يُقَطِّعُهُ
وَهٰذِهِ حَالَتِي شَاهَدْتَهَا مَثَلَا
على التَّقَاعُدِ قَدْ شَاءَتْ مُرُوءَتُكُمْ
أَلْقَيْتُمُونَا بِأَطْرَافِ الْحِمَىٰ نُزُلَا
لا قُوتُنَا جاءَ يَكْفينا فَيُسْعِفُنَا
وَلا حُقُوقٌ لَنَا نَقْضِي بِهَا أَجَلَا
وَلَا بِنَا مِثْلُ ما كُنَّا فَنَقْطَعُهَا
يَداً تُقَطِّرُ في أَفْواهِنَا بَلَلا
أَمْطَرْتُمُونَا قَوَانِيناً مُعَطَّلَةً
شُلَّتْ يَمِينُ الَّذِي قَدْ صَاغَهَا وَبَلا
يا مَنْ تَسَنَّمْتُمْ الْقَانُونَ مُجْتَزَءَاً
صُوغُوهُ ثَانِيَةً ما جَاءَنَا نُزُلا
وَأَقْسِطُوا فَطَرِيقُ الْحَقِّ شِرْعَتُنَا
وَأَعْدِلُوا بَيْنَنَا ما خَابَ مَنْ عَدَلَا
وَدَّعْتُهُ وَبَقَتْ شَكْواهُ في أُذُنِي
طَرْقَ السَّنَادِينِ لَمْ أَعْرِفْ لَهَا عِلَلا
كَمْ عَاشَ مِثْلُكَ مَغْبُونَاً يُلاحِقُهُ
عَوْزُ الْحَيَاةِ فَلَمْ يَشْكُوكَهُ خَجِلَا
وَكَمْ عَلا مِثْلُهُمْ مَنْ لا وُجُودَ لَهُ
وَحِينَ تَعْدِلُهُ لا يَرْتَقِي جُعَلَا
ضَاعَتْ مَقاييسُنَا والجَّهْلُ أَوْقَعَنَا
حَتَّىٰ حَمَلْنَا على أَكْتَافِنَا هُبَلَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق