الجمعة، 29 نوفمبر 2019

التنزيل والترادف / بقلم الأديب عزالدين بن ابو ميزر

"التّنزيل والترادف"
لا زلنا في حرف الألف والهمزة....
(أب..و..والد)(امّ..و..والدة)
الوالديّة= هي قدرة الله في خلق قانون الانجاب فينا...غريزة حفظ النوع. والوالدية منضبطة ومتساوية في جميع الخلق،مؤمنين وغير مؤمنين،عربا أم عجما ومن أيّ لون.
(الوالد) = هو سبب وجود الولد بعلاقته الجنسيّة مع الوالدة، بأيّ شكل وأيّ وسيلة، طبيعيّة، أم ميكانيكيّة علميّة.
(واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده شيئا).
(الوالدة)= هي التي تلد الولد ، ذكرا كان أم أنثى، ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) و  لا تضارّ والدة بولدها ولا مولود له بولده)
(الأب)= هو سبب نشوء وظهور الولد واصلاحه وتغذيته، وإذا قام الوالد على تربية ولده ورعايته، فله الحقّ أن يحمل اسم الأب.
(قال أبوهم إنّي لأجد ريح يوسف).
(الأم)= إذا قامت الوالدة على تربية ورعاية ولدها فلها أيضا الحق بأن تحمل أسم الأم.
و (الأبوان)=كلمة تطلق على الأب والأمّ.
(ألأبوّة والأمومة) = هي مسئولية التربية والرّعاية والقيام على شئون الولد  وهي غير منضبطة، وغير متساوية أيّ( مقيّدة )،
فهي تختلف من أب لأب آخر ومن أمّ لأمّ أخرى، وهي مسئوليّة نسبيّة في نجاحها وعدم نجاحها.
أما مجازا فقد سمّى الله تعالى النّبيّ أبا المؤمنين ولهذا قال: (النّبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمّهاتهم) فجعل حرمته كحرمة الوالد على الولد، وحرمة نسائه كحرمة الوالدات (بخصوصيّة). وأيضا مجازا( نعبد إلهك وإله آبائك) وتطلق كلمة الأب على المعلم ( وجدنا آباءنا على أمّة).( ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلّونا السّبيلا)
أمّا آية ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم)، إنّما هو تنبيه أنّ التّبنّي لا يجري مجرى البُنوّة الحقيقية.وعلى المجاز ابو الأضياف، أمّ القرى، أمّ الرّأس. الخ..من المجازات وهي كثيرة...........................
و.......(أما من ناحية شرعيّة)= فقد قال الله تعالى: (وبالوالدين إحسانا) ، حتّى لو كانا سيّئين ، مؤمنين أو غير مؤمنين، فلا عذر في ذلك أبدا.
ولو فرضنا جدلا أنّ الله قال، (وهو لم يقل)، وبالأبوين إحسانا، لجَعَلَنَا في تساؤل منطقيّ وسؤال حقّ: كم هي نسبة الأبوّة؟ ومدى نجاحها؟ ليكون البرّ منّا على أساسها وبحسبها، ولكنه جعلها للوالدين بغير قياس ولا حساب، جل جلاله.
والله تعالى أقسم بالوالديّة ولم يقسم بالأبوّة في قوله : (ووالد وما ولد)، فأقسم بقدرته في خلق قانون الأنجاب.
وقال: (وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارا شقيّا) على لسان عيسى عليه السلام لأنّه لا أب له. وجاء في آية أخرى قوله تعالى: ،(وأمّه صدّيقة) في وصف السيدة مريم عليها السلام لأنها أحسنت تربية عيسى عليه السلام، وكانت رائعة ومتفانية في تربيته، فجاء بكلمة (أم) للدلالة على ذلك.
وعلى لسان إبراهيم الخليل قال: (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنّك واهجرني مليّا* قال سلام عليك سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي حفيّا).
وبر الإنسان بوالديه على حدّ سواء أمرنا الله تعالى به. ولم يحدّد سقفا لهذا البّر.
يتبع....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق