الدهر وتقلباته
الدهر كالنهر لا ينفـــــك ينهمـــر°°°° دقائق الصــــــفو بالآلام تنكدر
دقائق الصـــــفو أيــــام تكــدرها °°°° لا يؤمن الدهر للإخلاص يفتقر
وكل ما في الورى يسعى لمغنمه °°°°البعض يطغى وبالطغيان ينكسر
للمال يسعى وحـب الذات رائده °°°° نحو الحظوظ من الأقدار ينتظر
طوبى لمن كان بالمكتوب مقتنعا°°°° يعتد بالنفـــس وبالألباب يفتخــر
فكل مغنمـــة جـــاءت مكبلــــــة°°°°تجــــــر ذلتها بالــــرق تشتـــهر
لا يستسيغها ذو عــقل وذو أدب °°°°يا وصمة العار فوق الوجه تستعر
هو المآل لمن يصــــــوغ كبوته°°°°الدهــر قاس وبالأقــدار يؤتــــمر
الدهر معلم حاذق لبق، تراه يجتهد في ابراز براعته ، مواعظ وحكم بأمثلة واضحة جلية . يتألم ويغضب لما يرى أغلبية تلاميذه منشغلون عن فرائده الدرية ببعضهم البعض، همز واغتياب ونميمة وإيذاء اعتداء وتطفيف. هرج ومرج ،القوي يدوس الضعيف وينزع اللقمة من حلقه ليستأثر بها ويمنع الخير والسخاء. حب الذات والتمركز حولها ومحاولة الاستئثار بالمغانم ومنع الغير من الوصول ولو إلى النزر اليسير منها. أفعال تجعل الدهر يقسو ويتنمر، يضطر إلى استعمال عصاه السحرية التي إن لامست أحدا يصاب بلعنتها المتعددة التأثيرات، الكبوة والانكسار، الهوان والذل والخسار، عضال الأدواء وشماتة الأعداء والإرغام على الركوع والانحناء. ورغم محاولات التوبة والاسترضاء بالترجي والاستعطاف والذل، وجوابه: ليس للاستعطاف اليوم من محل، لقد سبق السيف العذل. عن أبي يعلي شداد بن اوس_ رضي الله عنه_ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (( الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمني علي الله)).
من هذا يتبين لنا الحكمة من طرحي لهذا الموضوع: هي ان كل من يتبع هوى نفسه ويتسم بما ذكر، ولا يصغى لدروس الدهر، طال الزمان أو قصر فإنه سيدفع الثمن غاليا قال الشاعر الشعبي:
اسرق وانهب يا قمقوم، ماذا تشبح يوم مشوم، اللي كسبته يرجع للفيء. ما كليت حلاوي ولحوم ،مالقرجومة1 يرجع قيء.1( وهي الحلق).
والأمثلة عديدة ومتعددة من أول الدهر إلى اليوم ،حيث نرى الطغاة مهما طال بهم الزمان يتساقطون في مهاوي طغيانهم، ويلقون آلاما نفسية ومادية أضعاف المتع التي زالت وكأنها ما كانت.
أحمد المقراني
السبت، 30 نوفمبر 2019
الدهر وتقلباته / بقلم الأديب احمد المقراني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق