الاثنين، 12 أبريل 2021

إنتظار

و قال إنتظرتُ  بغير   كلام
سنينا طويلة    بين    الأنام

و انتِ هناك وسط  الجميع
فلا انتِ رُحْتِ ولا قلبي نام

لماذا    هجرْتِ مثل  الحمام
و ألقيت نفسي بغير السلام

فعند   المحطة   سنينا هناك
بأزهاري   كنت   بأسري أنام

و كانت سنيني تموت   تهان
لتصرخُ  عودي لذاك الحطام

و لكن   رحلتِ   بغير    نظام
و سرت و غبتِ فعاث الزحام

و عند   المحطة  سنينا هناك
و ناري  قوية   و موتي يُقَام

لماذا    رحلْتِ   لماذا   أُضام
وأشْرَخْتِ شيئا  عزيز الِفئام

فقلت وكلي   نجوم   حزينة
أكُنْتَ   جمودا   أكُنْتَ  رُخام

و هل من غبائي إذا الكل نام
فكنتُ    أسيحُ بوقت الختام

لأبحث بين.   رفات.  السنين
و لكن  أقول نساها    السقام

وراح    بعيدا   لخلف الخيام
و ألقاه    قلبي  كسير اللحام

و لكن جفائي و نزغ   عيوني
فلولا    تؤشر     عند   المقام

و صوت    بقلبي يقول تعالي
لأَلْمِسْهُ    شيئا   بقدر المسام

يعَانِقْهُ    ريح   خفيف عفيف
يُطيَِرُ  فحوى   إنفلاق  التمام

و سرت   كل  طريق    طويل
و غير المحطة ما رحت أُرام

فلولاكَ    كنت     بغيم   بعيد
لكنت شعاع    يشدَّ    إعتزام

و لمّا   ينادي    هزيع  الرجوع
و جدتُ المحطة   قفارا هدام

تعَرَتْ و ماتت  و  مات الكلام
عرفْتُ     بأنَّ    الفراق   لزام

و جدت   خريفا   بقايا جسام
و جدت سوادا يغَطي الرخام

أما    كنت   تعلم بأني خُلِقت
بطينٍ    ترابٍ   يجِفُ    يُقام

و فيَّة   بقدر   الوجود العليل
فقدرْ جروحي   وحزن  الغمام

فمن مناَّ  أخطأ و من  منَّا هام
فقل  لي وأقسم بشهر الصيام

فلا    عِندي وِجدٌ يعود   هناك
و لا عندي   دولة   بقوة   تُقام

رحَلْتَ تركْتَ    فلا    تعتريني
ضعيفة   فكُل   خيالي    لثام

فما بين نفسي جروحي حروبي
قبائلُ    تغزو    بكلِّ     الصرام

و لمَّا     مددتُ    يديَّ     هناك
فطار الرماد   و     بانت  سهام

سراب    كبير    رياح    ضخام
و صوت    بعيد   صرير الكلام

تأخَرْتِ    انت     فذاك   حُطام
و لستُ مناكِ   ولستُ    الشيام

فكل   و    جودي    هو  انتظار ٌ
و كل سنيني     غدت    كالمنام

عبدلي فتيحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق