السبت، 10 أبريل 2021

زوبعة في فنجان : بقلم إدريس بندار                                   ========================

... لم أعد أملك القدرة على الاختيار ، صرت بلا إرادة ،هي من قادتي نحو التحرر من الأسئلة الحائرة ،كنت أتمنى كلما قابلتها أن تتدخل الأقدار من أجل منع الوصال ،لكن العشق المبصر في حضرتها يصير أعمى يخبط خبط عشواء ، فينسلخ كلامي في حضرتها من جلده فيصير صمتا ،والصمت يصير خرسا،بلا خلفيات اعترفت لها وبكل تلقائية ،دون رسم أو تخطيط ،لان الحب الذي طفا إلى السطح ،حطم كل إمكانيات التخطيط ،الرجل كالإعصار والمرأة كنسمة المساء الحالمة التي توخز كبريائه فيصير كزوبعة في فنجان ،كذلك كانت أيقونة العشق والتمرد ،تمردت في داخلي حلما جميلا فتحطمت كل كنائسي المتقادمة ،بكل أبراجها وكل آلهتها القديمة ،الحب منفضة لكل الشوائب ،تطهير مقدس لكل الغبار الكاتم على أنفاس الحكايات ، وأنا الآن أعترف وأنا في كامل جهوزيتي العاطفية وأقول :
قد تجترني الغواية لامرأة ما ،في مكان ما ،وبطريقة ما ،لكن ما أراه فيك يُغَيِّبُ في ذاتي كل الغوايات ،ويجعلني أرى كل النساء فيك ،لا أحد فيهن سيدتي تشبهك ،حضنك الدافئ ،وحبك الرائع،كل أحصنة العشق التي ركبتها كانت مهادنة ،طيعة ،خنثى الطبع والتطبع ،وعشقك جموح لا مربط له ،يثير نقع الفتنة في كل الروح ،فأصير به مفتون ،مجنون، متوجس منه أن يرفسني ،وما أحلاه من رفس... أعرف أنك سادية ،ومع ذلك أحبك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق