إلي أين أنت ماضٍ ؟
قلت - إلى حيث لا أدري يا آخري العفويُ
ربما نحو النسيان
فرد - أيها الشخصيُ ربما قد أخطأت طريقك
ألا تبصر حافة حتفك أمامك !
فقلت - دعك مني إذاً و لا تكن أنا
أصرف نظرك عني و لا تكن مثلي
تمرد ، تمرد كما الموج يفعل بالبحر
كأبطال القصص و الأساطير
تمرد عني كالقلم و قوافي الحروف
كن ذكرايا و حارب وحدك أميال الوقت
لا تمت قبلي و لا معي
و لا تلحق أنت أثري ..
لا تكن قبري و كن حراً كالزمان و السماء كن فجري
أو إن استطعت كن حلمي
و قدني إليا في الظلام لتلال أيامي
خذ عمري و كل ما تبقى مني
كن واسعاً بلا نهاياتٍ كالأرض و الأمنيات
كن ببساطة القول وطني
يا آخري العفويُ كن حراً كقافية الأشعار
خذ قصيدتي كن فيها دمي أو نصبي
كن فيها سفوحاً أو وادياً يجري
وكن واقعياً كالحقيقة و الصمت
إحفظ عن ظهر قلبٍ آهاتي
كن أنت صوتي و دع الصدى يبعثر أشكال الغياب
لتكن دربي في و أعدني من العتمة إليا و كن طريقي
كالبصيرة قدني لمدنٍ لازال يحط
بساحاتها الحمام خجلاً
و كن رؤايا و انظر بعيداً بعيداً و تثق بالمرايا
لتكن هويتي و لغتي و اضف للقصيدة
بيتاً من الغرام أو قصتي و زينها بوشاح الأمومة
كن غيمةً أعصرها بيدي
فتسيل دموعي لنزيفها زخات مطرٍ
ليتناثر عطري بقارعة المكان
أو ترتوي شجرة التين
و تحت ظلالها أطعم الطيور و عصفورتي
على كفي خبز الشعير
إسقي بعرقي التراب و اغرس الياسمين جنب الزيتونة
كن موقفاً في الحدث
إحمل بيمناك بدل سلاحك حبري
اكتب على الصخر و الحجر بالخط العربي
حروف اسمي
و دون وصيتي على الحائط الرث
إفتح في اللّحظات طريقا ً و امضي
لا تنظر بتاً للخلف
إمضي في حاضرك و لا تفكر بي و لا بأمسك
حرر فقط غدك من أعباء الأغلال و عقد القيود
لا تبالي بالظنون إن انكسرت بخطى الأقدام
و لا لمسقط رأس الأحلام
كن دليلي لسواحل الصباح
لأرى الفارق الهش بين الإشراقة و الغروب
و أعي العلاقة بين المارين و زائر المساء
أين يستحم العاشقون ببسمتهم و النظرات
و يغتسل الغائبون بلون الرجاء و الأمل
ليبقى الجميع مستلقي بشواطئ الإنتظار
تأنسهم الأشواق على خط أفق اللّقاء
أنا من حينٍ لآخرٍ أبلل نفسي و أكب عليا ماء الصبر
فلا تغب يا آخري كالشمس و تهجر عبثاً فصولي
و لا كظلي باللّيل !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق