*/// كانَ رفيقي ! ..*
شعر : مصطفى الحاج حسين .
ثَمَّةَ مَنْ يتتبَّعُ مطري
أينما هَطَلَتْ ثماري
أحسُّ بدبيبِ غلِّهِ
بأنفاسِ حقدِهِ
بسماعِ نيرانِ غيرتِهِ
أراهُ من خلفِ أغصانِ الدُّروبِ
من وراءِ بلُّورِ شروقي
خنجرُهُ يلهثُ نحوي
عيناهُ تقدحان موتاً
فمُهُ مكتظٌ بالشتائمِ
يقسمُ على إبادةِ توهّجِ سنابلي
هو لا يذكرُ كم عَفوتُ عنه !
كمِ امْتدَّت لهُ مساعدتي !
كم أوقفت قدميهِ
ودللتُهُ على الطّريق !
كان يتناولُ القشورَ
أطعمتُهُ ثمارَ الأملِ
كان يزحفُ على كرامتِهِ
عالجتُ لهُ عامودَهُ الفقري
كي ينتصبَ
كانتِ الظلمةُ تأكلُ عينَيه
رددتُ لهما الأفقَ
أنا مَن أغدقَ عليهِ الأجنحةَ
فحلقَ برعونةٍ وسقطَ
أسمعتُهُ الموسيقا
فظنَّها صوتَ الخرابِ !
سقيتُهُ الماءَ الزلالَ
فاستعذبَ الدَّمَ !
قرأتُ عليهِ الشّعرَ
فأخذَ ينبحُ !
علمتُهُ الابتسامَ
راح يزمجرُ !
وحينَ حدثتُهُ عنِ الحبِّ
ابتعدَ عنِّي
وبدأَ يطاردُ قلبي
لِيَرمِيَهُ بالكراهيةِ !.
مصطفى الحاج حسين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق