تعريف الأمة
الأمة تعني الموحدون لله من الفرد الواحد إلى ما لا نهاية ، قال تبارك و تعالى عن الفرد الواحد : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا و لم يك من المشركين ) و قال عن أمة محمد صلى الله عليه و سلم كمجموعة : ( و أن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون ) وقال عن جميع سكان العالم : ( و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ) و قال ( و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ....) فالأمة في الأصل تعني الموحدين ثم أصبحت تطلق على التجمعات و الدول بصفة عامة فجاءت تسمية عصبة الأمم و جمعية الأمم المتحدة ، و قد تطلق حتى على مجموعات الأحياء من غير البشر كأمة النمل و أمة النحل و أمة الذئاب و أمة السباع و غيرها .
و تعتبر الأرض التي تقيم عليها الأمة مستعمرة : قال تبارك و تعالى على لسان سيدنا صالح عليه السلام ( يا قومِ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها فاستغفروه ....) و المستعمرة هي ما يتم تعميره بالمساكن و استصلاح الأراضي و زراعتها و الاستفادة من ثرواتها و حيواناتها و نباتاتها و مياهها و طينها و حجرها كما تتم بنشر المعارف و العلوم و الأخلاق و القيم التي تحافظ على توحد الأمة و تعاونها على فعل الصالحات و الأمر بالمعروف و النهي عن النكر و عدم الاختلاف و التفرق و الانقسام و التشتت . قال تبارك و تعالى : ( و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان ) .
إن تعاون الأمة يقتضي أن تكون أرزاق جميع أفرادها هي أرزاق الأمة ، و أن تكون جميع أموال أفرادها هي أموال الأمة ، و ليست أموال الأمة بالعملات النقدية التي تقوم البنوك المركزية و حكام الدول بصكها . إن كون العملات النقدية الحديثة قيمة للذهب الاحتياطي للدول يعني أن هذه الأموال للأشخاص أصحاب الذهب فقط و ليست بأموال جميع أفراد الأمة . إن كون أموال الأمة هي مجموع أموال أفرادها يعني ارتزاق أفراد الأمة مما رزقهم به الله جميعا ، أما ارتزاق الناس بالعملات النقدية الحديثة و التي هي قيمة للذهب الاحتياطي المكنوز و الذي هو ملك إما لمجموعة مجهولة أو هو ملك لمجموعة معلومة من المواطنين فيعني أن هذه المجموعات المالكة للذهب هي التي ترزق جميع أفراد الأمة و ليس الله ، و لهذا اقتضى الله إنفاق الذهب و عدم كنزه حتى لا يبقى في حوزة الأفراد الذين ينزلون أنفسهم منزلة الله في رزق العباد و يتحول أصحاب الذهب المكنوز نتيجة لذلك إلى طغاة كما حدث بالنسبة لفرعون و هامان و قارون ، و كما هو الشأن اليوم لأرباب البنك المركزي الأمريكي من اليهود و لقادة أمريكا و على رأسهم حاليا ( دونالد ترامب ) و لكل الذين يسلكون سبيل التعامل بالعملات النقدية التي تعتبر قيمة للذهب المكنوز بمن في ذلك خادم الحرمين و ولي عهده .
إن أموال الأمة هي أموال الزكاة و الخراج و الفيء أو الضرائب التي تجبى من عند جميع المواطنين الذين يملكون النصاب ، و التي تنفق على المستحقين لها و في المشاريع النفعية العامة و بالتقسيط و ليس بالتبذير و خلق الطبقات البرجوازية بالأموال العامة لأن الثراء يجب أن يكون عن طريق الإنتاج و عن طريق الله و ليس عن طريق الاستحواذ و نهب و تبذير أموال الأمة . قال تبارك و تعالى : ( و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ) .
فهل سنعود إلى الإسلام و إلى اتقاء الله و الارتزاق من عنده عن طريق إنفاق الذهب و لو بواسطة عملة حسابية عالمية واحدة تصرف و تنفق آليا فقط حتى لا تكنز بدورها و حتى نعلم بواسطتها مالكي الذهب لتحصل قيادة الأمة العالمية الواحدة على ما يجب عليهم دفعه من ذهبهم للأمة التي تتكفل بالفقراء و المحتاجين و السهر على خدمة المصالح العامة . مع العلم أن توحد سكان العالم تحت قيادة عالمية واحدة مع بقاء حكام الدول الحالية كمجرد ولاة على البلدان التي يحكمونها سيخلص العالم من التسابق على التسلح و الحروب التي لا تجلب السلم للعالم بل قد تتسبب في حرب عالمية ثالثة لا تبقي و لا تذر و لا ينجو منها الأمريكيون و لا اليهود و لا أي أحد . و إن ما عرفه العالم من الحروب لعبرة لمن يعتبر . فلنعد إلى الله الرزاق الوحيد لعباده .
باتنة في 26/10/2018
السعيد أحمد عشي
السبت، 27 أكتوبر 2018
تعريف الأمة / بقلم الأديب السعيد أحمد عشي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق