الاثنين، 27 أبريل 2020

قصة قصيرة
بقلم: مرشد سعيد الاحمد
                                درس تاريخي
في الذكرى الخمسين لتأسيس ثانوية أم الشهيدبن في تل المگاصيص اقامت الوحدةُ النِقابية في الثانوية حفلة تكريم للمدرسين القُدامى اللذين درسوا في هذه الثانوية او تخرجوا منها .و تحدث الأستاذ علاوي رئيس الوحدة في كلمتهِ بهذه المناسبة بعد أن رحب بالضيوف قائلاً: أهلاً بالشموع التي صُنِعت من شَهِد هذا الصرح العلمي والثقافي لتنير الطريق امام أجيال المستقبل في اشارة الى ان هذا البناء كان في السنوات العشرين من تأسيسهِ داراً للمعلمين لسد حاجة المنطقة بالكوادر التعليمية وتحدث عن تاريخ هذا الصرح ودورهُ الكبير في تأهيل الكثير من ابناء هذا الوطن ليتابعوا تحصيلهم العلمي في المجالات المختلفة سواء في الطب والهندسة والمحاماة والتعليم وما الى ذلك من تخصصات علمية وبعد توزيع الحلوة وانتهاء الإحتفال الرسمي غادر الضيوف من الجهات المعنية الرسمية 
وتابع بقية المدعوين جلوسَهم في باحة المدرسة هذه الباحة التي تتحدث عن ذكريات حلوة و ذكريات أليمة مرت في حياته المدرسية والشبابية لكل واحداً منهم
حيث دار حديث الذكريات خلال سنوات طويلة خَلتْ 
وقد تكررت على لسان الجميع  قصة الأستاذ خلف التي كان يرويها عندما يقع الطالب في الخطأ مرتين في حل المسألة او التمرين ومفادها انه عندما كل يرعي بِأغنام أهلهِ وذات يوم كان راكباً على الحمار ويغني النايل والعتابا فوقع
# طوب حاح # في حفرة وهاتين الكلمتين تستخدم للتعبير على قوة الصدمة وفي اليوم التالي عاد راكب نفس الحمار وقد نسي تلك الحادثة لكن الحمار عندما وصل الحفرة غير مساره وابتعد عن الحفرة حتى لا يقع فيها مرة اخرى
 فقال سبحانك يا رب هذا الحمار تعلم من الوقعة الاولى بإن لا يقع في الحفرة مرة ثانية 
فرد عليهم مدير الثانوية ان استراتيجية الحمار في عدم الوقوع في الحفرة ذاتها مرتين طبقتها الولايات المتحدة الامريكية عندما حفرت لها مايسمى بالمعارضة العراقية الحفرة في العراق والتي تنص على استقبال الشعب العراقي لجنودِها بالورود والترحيب لكن المفاجأة ان الحفرة كان عميقة ولم تستطع الخروج منها إلا بعد ان دفعت الثمن غاليا ماديا ومعنويا وبشريا و تعلمت ايضاً من هذه الاستراتيجية ان التقنية الحديثة والالة العسكرية التي تملكها لا يمكن تستطيع ان تحميها من مقاومة الشعوب التي استخدمت هذا الحيوان في مقاومتها عندما كانت تضع على ظهره المتفجرات او في عربة يجرها وتفجره وسط جنودها .
وتكريما لهذا الحيوان وخدماته للانسان فقط تم تأسيس جمعيات تضم شريحة واسعة من المثقفين في الوطن العربي نذكر منها " جمعية حمير كردستان العراق وجمعية حمير مصر العربية " وهناك الكثير من الجمعيات ذات النشاط السري التي تتعاطف مع الحمار 
وتقدر خدماته للانسان بحيث كل شخص ينتسب لهذه الجمعيات يبدأ بمرتبة " كر " اي حمار صغير ثم جحش الى ان يصل الى مرتبة كبير الحمير وهذه المرتبة لا يصلها اي شخص الا بعد ان يثبت صدقه ووفائه لهذا الحمار من خلال الشهيق والنهيق في الحدائق وحمل الاشياء الثقيلة التي يحملها على ظهره ولكن وبكل اسف لم يتعلم من هذا الحمار الكثير من هذه الشعوب كما تعلمت منه امريكا ومن يدور في فلكها  بضرورة عدم الوقوع في الحفرة مرتين
                                      انتهت
بقلم : مرشد سعيد الاحمد
سوريا - الحسكة 27/4/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق