احبتي غواليي
قد نحلم باشياء مستحيلة وبالصدفة تتحقق او نسعى بجهد لأمور ونحصل على الفشل ولا احد يعلم بالغيب .
مذكرات سيدة
الحلقة السادسة
الشياطين و امي ذبحوني
في حركة لا إرادية غير مقصودة فتحت أقحوان درج المكتب
وهي تساعد امها في ازالة الغبار عن المكتب في غرفة المكتبة كانت رفوف عالية الكتب فيها لا تعد اكثرها في مجلدات متسلسلة الوانها حمراء. سوداء . متنوعة زخارف ونقوش مميزة كانها مجموعة من اجيال متوارثة .
كانت صورة في الدرج نظرت فيها وجدت امراة ورجل بنتان
وولد صورة استطاعت معرفة ملامح سهام من العيون الزرقاء.
_امي هل هذه انت ؟
_نعم هذه الصورة الوحيدة التي سافرت معي كل هذه السنوات هي عذابي وراحتي
_امي هل كانت طفولتك سعيدة ارى الاناقة والعز في الصورة
_هذه الصورة كانت لقطة تذكارية قبل التحاق ابي بالعسكرية
في الحرب التي اخذت كل احلامي وضحكاتي .
_حرب ؟
_نعم كنت في الرابعة عشر من عمري وبدأت اعلان حرب كان حدث حزين فقد فقدت والدي اول الامر ذهب والدي مع الجيش وكانت حياتي شبه متوقفة اذ في بداية الحرب لم يأتي ابي ولم اراه وكنت اموت شوقا له اصبح وجهي شاحبا لا اريد شئ سوى والدي .
ساءت حالتي الصحية الخوف من القصف الذي يرعب الجميع والقنابل التي تسقط على المنازل وصوت صافرات الانذار واطفاء المصابيح كانت حياة شبه الموت او هو الموت نفسه .
ابي لم ياتي فترة اربعة اشهر وقت الفجر سمعت صوت نقرات على الباب عرفت انه ابي صراخ الجميع جعلني اتجمد في فراشي كان عناق اختي واخي وامي لوالدي لا يوصف اتى ابي متشوقا لي نظر الي واحتضنني بقوة احسست اني دخلت قلبه شممت رائحة ملابسه ولا اعلم كيف اصف تلك اللحظة فقط دموع تسيل ابتعد عني وعاود الى عناق امي واختي واخي كانوا يقفون بطريقة الفرح الحزين كان والدي منهك عيونه حمراء متعب نعم كان ابي متعب
طلب من امي ان تجهز له الحمام وان ينام كان متعبا وكنت خائفة جدا لا اعلم لماذا شعرت بالخوف تلك اللحظة ذلك اليوم لا انساه ابدا مهما مرت الايام .
وكانت هذه الصورة بمثابة تحدي مع الزمن كي نبقى عائلة متماسكة او دعاء بان نبقى عائلة انقضت اجازة والدي سبعة ايام التحق بعدها حين خرج حاملا حقيبته قبلته وإذا بالقبلة
كانت على عينه خفت ارتعبت لماذا قلبت ابي في عينه .
هي اخر قبلة طبعتها على وجه ابي
بعد ذلك بعشر ايام سمعت جرس الباب يرن بصورة مستمرة دخل عمي وهو يصرخ ويضرب بقوة على رأسه
_اخي سند ظهري كيف تتركنا وترحل لا يا رب صرخت والدتي وبدأت تضرب وجهها اخي يبكي اختي سقطت على الارض نعم كان اخر مرة رأيت والدي ذهبوا الى مركز للشرطة قريب من المنزل خرجت وجدت سعاد وابنها فرهود وكل الجيران مجتمعين بصورة حزينة الكل ينظر لي نظرة خفت منها
_هل سأعيش بدون اب كيف ابي لا ابي فقدت كل شئ في ذلك اليوم نعم فقدت ابي استلموا تابوت ملفوف بالعلم رايت الوان العلم والكل يصرخون ويبكون انا وحيدة امسكت بيد سعاد فقط كانت قربي وفرهود يمسك يدها الاخرى .
عدت الى المنزل كانت هناك زاوية اعدت اجلس فيها لاختبأ من ابي عندما اريد ان العب ذهبت وجلست في الزاوية انتظر المستحيل كانت عيوني دون دموع فقط قلبي يبكي احسست ان نهر من الدم يسيل في احشائي
صمت المرح او مات المرح لن يعود هذا هو ما شعرت به ....
كانت الدموع تتساقط بجنون من عيون أقحوان على والدتها التي احتضنت الصورة .كان صوت سهام ووجهها كأنه عاد به الزمن الى ايام قديمة الى حزن او انها ارتاحت حين بدأت تبوح بحياتها لابنتها .
كم من الايام تكون صعبة لكن نرى الاصعب منها يأتي نتمنى ان تعود لاننا عشاناها
كان الجو السائد تعارف ليس الا ام تتحدث وابنة تسمع حكاية
لكن ليس وقت نوم بل وقت يقظة
جلست أقحوان على كرسي خلف المكتب وجلست سهام جنب المكتب احست بان عليها الاعتراف بكل ما حدث بصراحة نعم الصدق هو النجاة كانت سهام صادقة في كل كلمة تقولها .
أقحوان كانت تصدق امها لانها تبحث عن الحقيقة سمعت ولم تصدق سنوات وهي الان وجها لوجه .
_امي اكملي لي ما حدث انا ابحث عن الحقيقة منك فقط لقد سمعت من الجميع الا انت حان الان كي اسمعك .
_اقحوان بعد استشهاد والدي تركت المدرسة دخلت في قراءة القرآن فقط كنت اختم باسم والدي اصلي باسمه ادع الى الله وحده تركت كل شئ الا كتاب الله حفظت القرآن عن ظهر غيب
لكن ما حصل لعائلتي لا يصدق نعم لا يصدق لقد استولى عمي على اعمال ابي بحجة وصايا من امي لانها لاتعرف كيف تتصرف وكيف نعيش وكان عمي من هواة القمار والرهان على الخيول اختي الكبيرة تزوجت ابن خالي واخي تزوج ابنة خالي .وخرجا من المنزل وبقيت مع والدتي التي كنت بعيدة عنها كل البعد في كل شئ نختلف .
_امي لماذا انت مؤمنة كيف تختلفي مع امك جدتي ؟
_امي بعد وفاة والدي تغيرت اطباعها تخرج اكثر من المعتاد
احسست بشئ غريب سيحدث حتما امي فكرت بالزواج بعد ابي .لكن سارت في طريق الشياطين في طريق عكسي بالضبط ...
تعبت سهام احست بالاعياء بالفعل كأنها تحمل جبلا في ذلك القلب الطيب
تتبع البقية
ابتسام عبد السادة /عراقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق