الوداع
..........
وَدِّعْتُ فاتنتي و الدَّمعُ ينهمل
والقلبُ مِنْ شِدًَةِ النيرانِ يأتَكِلُ
يوماً على ضِفَّةِ الخابورِ أذْكُرُهُ
كانَ الوداعُ الّذي تُدْمَى لهُ المُقَلُ
تَبْكٍي وأبكي وتبكينا رفيقتها
والدمعُ مِنْ صاحبي ماانفكَّ يَنْسَجِلُ
رَشَّتْ على شعرها عطراً. وبرقعها
' تخالطَ المسكُ والاترجُّ والعَسَلُ
وَقَدْ تَعَلَّقْتُ فيها حينَ فرقتنا
كما تعلَّقَ في اشواكهِ السَّمِلُ
لا يستطيعُ بقاءً فهوَ جارحُهُ
وإذ أرادَ انفصالاً عنهُ يَنْخَزِلُ
كأنَّنِي حينما فارقتُها وَلَدٌ
أضحى عَجِيّاً غزا أطرافَهُ الهَزَلُ
لا أمُهُ حَيَّةٌ تأتي وَتُطْعِمُهُ
ولا أبوهُ درى في أنَّهُ هَمِلُ
تَقُولُ لِي عَينيَ الثَكْلى ببؤبئها
الهجرُ جُرْحٌ. ولكنْ ليسَ يَنْدَمِلُ
وقالَ ليْ صاحبي لمَّا رأى ألمي
(ويلي عليك وويلي منك يا رجلُ
مَدَدْتُ كَفَّي اليها كي اودَّعَها
فَكادَ قلبي مِنَ الأضلاعِ يَنْبَزِلُ
حادَثْتُها سَكَتَتْ لامستُها انْتَفَضَتْ
فانْتَابَنِي نَدَمٌ وانْتَابَها خَجَلُ
قالَتْ وَقَدْ كَفْكَفَتْ فِيْ الكَفِّ ادمعها
(أبا مُظَفَّرَ .فيْ هِجْرَانِكَ الأجَلُ)
*******************
ابو مظفر العموري
رمضان الأحمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق