الخميس، 27 أغسطس 2020

مؤتلف ‏مختلف ‏/ ‏بقلم ‏عمار العربي ‏الزمزمي ‏

*****************   مُؤْتَلِف مُخْتَلِف  ****************

إذَا مَا خَبَا في الْمَيَادِينِ صَوْتُ الْجُمُوعْ
و عُدْتُ إلى غُرْفَتِي الْكَابِيَهْ
يُطالِعُنِي وَجْهُ أمّي الْحَزينْ
تُغَلّفُهُ بَسْمَةٌ حَانِيَهْ
تَظَلُّ تُوَزّعُهَا حَوْلَهَا 
و تَفْضَحُهُ نظْرَةٌ خَابِيَهْ .
قَضَتْ عُمْرَهَا في النّهَارِ تُوَاسِي الْحَزَانَى 
و في اللّيْلِ تَأْوِي لِوحْدَتِهَا الْقاسِيَهْ .
                                     ☆☆
إذَا مَا احْتَوَانِي الْفِراشُ 
و أشْعَلَ جِسْمُ الّتِي بَيْنَ إحْضَانِيَ في دَمِي رَغْبَةً عَارِمَهْ
و صَارَ الْعِنَاقُ لُهَاثًا 
سَرِيعًا يَمُوتُ التّمَاهِي و تَغْدُو بَشَائِرُهُ لَحْظَةً عَابِرَهْ
و يَعْقُبُهُ سَأمٌ لَزِجٌ 
و أسْئِلَةٌ قَاتِلَهْ .
                                      ☆ ☆
وَحِيدًا أظَلُّ 
كَنَبْتٍ غَرِيبٍ 
عَلَى رَبْوَةٍ عَالِيَهْ
أعَرّضُ للرّيحِ و الشّمْسِ وَجْهِي 
و أرْنُو إلى السّهْلِ و السّاقِيَهْ
عَسَى السّيْلُ يَغْمُرُ كُلَّ الْبِطَاحِ
فَتَأْخُذُنِي مَوْجَةٌ عَاتِيَهْ
إلى حَيْثُ يَأْتَلِفُ الْكُلُّ في وَاحِدٍ 
و تَبْقَى مَلَامٍحُهُمْ مُفْرَدَهْ
فَلَا يُصْبِحُوا نُسَخًا بَاهِتَهْ .

                          عمار العربي الزمزمي 
                          الحامّة ،تونس ،فيفري 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق