الأربعاء، 26 أغسطس 2020

***هذيان آخر الليل ***

...لحظات احتفالية..بالموت..

...حفل عشاء، ،غير عاد ..لكنه غريب..
غرابة الأحاسيس. .وهواجس الموت المرعب. ..
الكمان يشدو نغما شجيا..حزينا. ..
على الطاولة كؤوس. .بها بقايا نخب الأزل. ..
وما. .يفرق بين جسدينا. .سوى الموت اللعين. ..
كئيب هذا المساء. .
رعد وبرق. .ريح هوجاء. .باردة. .
غمام ثقيل. .سماء حالكة. ..
والكمان. .يشدو  لحنا حزينا. .شجيا. .
صوتها اجش. ..تجهش بالبكاء. .بالنحيب في صمت رهيب. .
قطرات الدموع. .اختلطت بسواد الكحل أسفل الرموش. .
مطر. ..مطر في العراء. .ينساب كالغدير على زجاج النوافذ والأبواب المغلقة باحكام. ..
إيقاع المطر. .ينسجم مع نغمات الكمان. .الحزينة. ...
..كم هو كئيب هذا المساء. .وطويل. .!!!
..جلس. .منهارا. .خارت قواه. .
نظراته. .تائهة في الزمان. .والمكان. .لقد اقتربت. .نهاية الرحلة. .رحلة الحياة. .بكل اطيافها. .حلوها. .ومرها. .وكل عذاباتها. ...
...فتحت صندوقا. .تحفظه داخل الدولاب بغرفة نومها. ..
تلقي نظرة أخيرة على أثمن التذكارات. .
صور. .رسائل حب. .مناديل. .ورود. .أزهار. .وأوراق شجر. .يابسة. .
..تنتقي من بين التذكارات. .قميصا أخضر اللون. .مرقط بالبياض. ...
ترتد بها الذكرى إلى زمن. .بعيد قد مضى. .إلى أولى لحظات الحب. ..واحتفالية اول قبلة عشق. .دافئة. .تلامس القميص بيد .بنعومة فائقة. ..وتتحسس باليد الأخرى اثر قبلة الحبيب على شفتيها. ..!!
..تتسمر في مكانها. .فجأة. ..دون حراك كالتمثال. . .وخزة الحاضر القاتم المر. ...ثم تنظر إليه بحنان. .وهي تمسح دمعتين تلالاتا كحبات الماس أو اللؤلؤ النفيس. .
..تصدر زفرة حارة كحمم بركان نشيط. ..وتقول. ..:
يا الله. .كم مرت السنوات والعقود سريعة. .
..هل تذكر. .أول لقاء..أول نظرة. .أولى الكلمات التي تبادلناها. ..أ  تذكر أول قبلة جمعت بيننا. .
..ياه...!لقد جرفتنا متاهات الحياة. .والأولاد. ..
ها نحن الآن. .قد هرمنا. .واقتربنا من آخر المحطات. ...
...سأبقى أحبك. ..اعاهدك على الوفاء. .رغم الداء والهرم. ..
وهذا نخب الأزل. ....!!!
..تعود نظراته. .تتيه مسافرة في الزمان والمكان. ..في شرود. ..
..الكمان لازال يشدو الحانا شجية حزينة. ..
وابل من المطر في الخارج. ..رياح هوجاء تقلع صفائح القصدير. .وصحون البارابول المقعرة. ..
...هي تطيل النظر وتأمل صور الماضي البعيد. ..أحيانا تبتسم. ..وتارة تصدر تنهيدة حزينة. ....
.....الا ياتي هذا الموت اللعين. .فيعجل برحيلي. ..لقد انهكني الداء. ....
....باسم الله عليك. ..الله يشفيك ويعافيك ويطيل في عمرك. ....
....هيهات. ..هيهات. ..لم يعد في العمر بقية. ..فوداعا. .
قد يأتي قطار الموت على حين غفلة. ...!!؟؟؟
....وداعا. ...أحبك. ....!!!
*********************بقلم ذ.محمدالحفضي *********
*****بني ملال، في :26 غشت 2020 *****************
**************************************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق