الضمير ...
بلا شك بأن الإنسان هو مجموعة من المكونات الفسيولوجية والنفسية التي تعتبر أساس سلوكه ؛ هذا
السلوك مع الآخرين تحكمه ضوابط مختلفة تحافظ على استمرار العلاقات الإنسانية بشكل متوازن مع
سلوكيات الآخرين وما تحدده قيّم المجتمع والنظام والقوانين الوضعية والقوانين الإلهية التي بها يحقق
الإنسان التوازن في الحياة والعلاقات مع الآخرين بشك خاص ومع مكونات المجتمع بشكل عام.
وهنا يبرز أهم مكون لدى الإنسان وهو ( الضمير ) وهو الضابط الرئيس لسلوك الإنسان والمنبه القوي له
والذي به ومن خلاله يدرك محددات الصواب والخطأ في السلوك..
ومن هنا يكون الضمير بمثابة الرقيب القوي على السلوك ؛ فإن كان الضمير يقظاً فهو يمنع الإنسان من
الإنزلاق نحو الظلم أو القهر أو الانجرار نحو سلوكيات يرفضها المجتمع وتخالف النظام والقوانين والقيّم
الإنسانية، فيتجنبها جميعاً لأن ضميره سبب له الوجع و الإدراك بأنه يقف على حافة الهاوية.
وهنا يمكننا القول بأن من كان ضميره قد تجرد من الأدراك بأنه سيحاسب عن أيّ سلوك مخالف للقيم
الإنسانية والمجتمعية، فهنا يكون الضمير قد غرق في سبات وغفوة إدراكية قد تصل إلى حد الموت،
وهنا يصبح الإنسان مجرداً من أهم مكون لديه وهو الضمير فينزلق سلوكه نحو الظلم و الإجرام ويصبح
مجرداً من العاطفة ومن الحب ومن الإنسانية، وهنا ينهار إلى مستنقع الظلم والكراهية .
واليوم ما نلاحظه من سلوكيات الكثيرين إن كانوا أفراداً أو مؤسسات أو حتى قادة أحزاب أو رؤساء
دول فقدوا الحس الإنساني والشعور بهَم الآخرين ولم يهز مشاعرهم ما يقهر الأفراد والشعوب من فقر
وعوز وأمراض وتسول وجوع ؛ هنا يعيشون أزمة ضمير حقيقية..
وحتى تبقى الضمائر يقظة و حية لا تغف وتتجنب الموت فلا بد من تنمية الوعي و تبني القيم الإنسانية
والدينية والعمل على نشر مبادئ المحبة والسلام و التكافل والمواساة والإحساس بالآخرين ، والعمل على
نشر مبادئ المساواة والعدل والسلام والمحبة والرحمة وإعطاء كل ذي حقٍ حقه دون نقصان .
د. عز الدين حسين أبو صفية،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق