الأحد، 31 مايو 2020

حكاية البُستانِيُّ

أنا البستانيُّ 
أُولَد من رحمِ الحديقة 
تُرضِعني الزهورُ رحيقَها 
شذاها أنفاسي العميقة 
تُدغدغني نسائمُ الطِّيب 
فوق أرائك الأشجار 
و بين أحضان السنابل 
أكبُرُ و تكبُرُ الأيام 
فَصِرتُ أهيم بالأوراق 
و أحب الأزهار الغريقة 
لكنني أتوهُ عِشقا 
في شجرة الياسمين 
كل حبة فيها 
سَيْل من الرياحين 
هي الظل و الحنين 
هي الذكرى 
في محراب المَنسيين 
ما كنت شاعرا و لا كاتبا 
بل أنا البستانيّ
خُلِقَ لِيرعى 
شجرة الياسمين 
ألقي تحية الصباح 
فتهديني قطرة ندى 
تكفيني لِصَدِّ كل الرماح 
تَمُرّ السنون 
و أنا أتلمس وجهك الوضاح
يوم تهجرني الغيمات 
و تكفّ السماء عن البكاء 
تعتصر المآقي 
و تتساقط أدمُعِي قطرات 
لتسقي عروقك زخات 
و ينتفض ظهري لِيحميك 
من الرياح العاتيات 
أقسِمُ بإسم النخيل 
و الأساطير و الحكايات 
بالعيون أحرسك 
نذْرا حتى المماة 
أقص أجنحتي 
حتى لا أطير 
لك من ريشها 
أصنع خيمات 
لِتقيك إعصار التفكير 
و تحجب عنك 
رائحة كل سِكّير 
تتلذّذ أقدامي الحافية 
شوْكَ الجهل و التنظير 
ألفّك بِذِراعيّا 
فتحترف أصابعي 
فَكّ ضفائرك 
لِيتدلّى شَعرك 
على أكتاف ما لها نظير 
تَلتصقُ أناملي 
بِخدود الياسمين 
و تأبى فِطام عطرك 
و لكن يا حبيبتي 
يا شجرة الياسمين 
بَعْدِي أنا 
ما هو المصير...؟؟
(بقلمي انا نجيب بقيقة /تونس)
30/05/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق