🧢👒🎓⛑️🧢👒🎓⛑️
( #عيش_الدُّور )
من روائع قناة ال MPC# أنَّها تّهيِّأ لبعض الأفراد أن يعيشوا أدوارا كانوا يتمنَّونَ أدائها ، وحقيقة لا أدري ما هي الفائدة التي تجنيها هذه القناة من هكذا فائدة ، لكنها ضربة حظ تفوق الخيال لمن تبتسم له عناية القدر في أن يعيش الدَّور الذي يعشقه في أي مجال كان ( رياضي ، سياسي ، فني ، ديني ، إستعراضي ... إلخ ) .
✍___️الكاتب الأردني /
حسام القاضي .
الحديث عن الحياة المخملية ينبغي أن يذكرنا بأنَّ هناك ( حياة جُهنمية ) يحياها كثيرون على هذا الكوكب ، حياة يتحدث عنها عِليةُ القوم ، ويسرد تفاصيلها الدَّقيقة الإعلام ، وتراها الأعين بعدساتها صباح مساء .
هذه الحياة نتائجها واضحة في الخلافات التي تعج بها المحاكم ، وفي الحالات التي تُراجع المشافي ، وفي الأصوات المخنوقة التي تُحاول أن تُوصلَ همومها عبر الأثير ( وماذا عساه أن يفعل لها ) ، ناهيك عن حالات الانتحار ومحاولاته ، وصدقا أني لا أعلمُ كثيرا عن المصحات العقلية والنفسية ؟.
( اللي بياكل العُصي مش زي اللي بِعُدَّها يا عمي ) فحقيقة وصف هذه الحياة لا تَكفي لأن يَتزعم أي شخص الحديث عنها ، وعندما يتحدث مسؤول عن الحد الأدنى للأجور بفتات الدنانير ، فإنَّهُ حتما يعلمُ أنَّ حَفنةَ الدَّنانير تلك لا تكفي وجبة أو وجبتين لعشاء كلب أُستقراطي - مع فارق التشبيه طبعا - ، وعندما يتحدث مسؤول مرموق عن أنَّه يعلم أن الحد الأدنى للأجور لا يكفي لتأمين أدنى متطلبات ما يُسمَّى ( #العيش_الكريم ) ، فإنَّ هذا التباكي مرفوض لأنه لم يَسعى لتغيير هذا الواقع الأليم الذي يعيشه آلاف مؤلفة ممن يُسمَّونَ بالبشر مع أنَّ حياتهم براء من كل من يَدَّعون الإنتماء للجنس البشري .
وبالعودة لبرنامج
( #عيش_الدُّور ) فإنَّ حجم العناية المُقدَّم لمن يعيش الدور خيالي ، أخصائيين وخُبراء ، عُلماء ومُدراء ، متخصصو بشرة ومساج وتدليك ، مُدرِّبون وأهل المُوضة والأزياء ، كُل هؤلاء لأجل #إنجاح_برنامج، وعمل الدِّيكور اللازم له .
لكنَّ #الحياة_الجحيمية التي يعيشها الملايين لا تحتاج لديكور ، فقط تحتاج أن يلبس المُنَظِّرونَ جلد الواقعية وينزلوا للمستوى الهابط الذي تخونهم الكلمات عند وصفه ، ويعيشوا الدُّور بحثيثاته ، يتراكضون وراء سيارة علَّهم يصعدون مع صاحبها للعمل لديه ، أو يهربون من سيارة تُطاردهم للاستيلاء على ممتلكات لهم يبيعونها لأجل العيش
( #فقط_العيش ) .
عيبٌ على المُنظِّرينَ في أي اتجاهٍ أن تتشدق أفواههم بالوصف ( وهم لا يعيشون فيه ) ، فما أسهلَ أن تتراكضِ العدساتُ وراءَ مَلأ القومِ تُصوِّرُ خُطواتٍ محسوبة لنعالهم تطأُ هذا المرتعِ أو ذاك ، ويتسابقُ الإعلامُ في تمجيد المشاعر الرقيقة والدّمعات الأنيقة المتباكية على تردي الأحوال واستحالةِ المكوثِ طويلا في هذا المقام .
ثَمَّ يتناسى ( التطبيل والتزمير ) جوهر القصيد وهو صاحب المأساة ، وتعزف النوتة مقطوعات الإنسانية وتُمجِّد الشهامة التي تحلىَّ بها من يستحق التمجيد ( صاحب المكانة طبعا ) !!.
- #إنه_النفاق_يا_سادة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق