" يافا"
يافا.. وبيارات البرتقال
جدائل أمي ..وحبات الكستناء
يافا... الشاطئ الأسير...البحر الحزين..
صوت النوارس ..وصرخات الأبرياء
يافا بيت جدي.. رائحة أمي..وملجأ الأصداف
يافا... عطر البرتقال
يافا... قصائد الرجال
مذ كنا صغارا ..كنا نشرب الحليب ونشم البرتقال
مذ كنا صغارا .. كنا نجمع الزهور و نتعطر بعبق البرتقال..
مذ كنا صغارا .. كنا نرسم الشمس دائرة كالبرتقال
مذ كنا صغارا ..كنا نلون الخريف بالأرجوان لأنه لون البرتقال....
كم مرة تدحرجت أحلام الصبا هناك .. على صخور يافا..
ونثرت ضحكات الصغار بين بيوت الأنقياء...
يافا مدينة تسكنها أرواح كل الأتقياء
كم مرة شاهدت اوراح الجدات تمشط الموج الحزين على السواحل ...
فتكتوي الصخور بحرارة الشوق وتبكي العنادل..
في كل حبة من برتقال دارت حول الأرض
حفر أسمك فيها.. يافا
في كل ذرة قهر حول الأرض الآن أنت شبيهة فيها.. يافا
يافا ..متى أعود ..
أنظر إليك من بعيد فلا أرى سوى الخراب
وارواح الأجداد تجاهد لتحيي الأحياء.. تمشط الامواج.. تجوب في الأسواق ..وتنثر الحبوب في الأزقة والشوارع..
وتمسح الأحداق..
يافا .. أطالعك من بعيد .. أراهم وهم يشنقون حبات البرتقال على أغصان البيارات...
يافا .. أشاهد الخنزير يتبول على لحد الجدود
والقهر من الحدود .. يافا
يافا ..متى أعود ... لم يغب خيالك لحظة عني
فقرص الشمس يذكرني بك واكتمال البدر كل صباح وفي كل مساء..
يافا متى أعود وتقهرني الحدود..
وتمنعني السدود...
يافا متى اعود
يافا متى أعود
عواد المخرازي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق