الجمعة، 26 يوليو 2019

مات في العشرينات من عمره / بقلم الأديب أخالد محمد طاهر الازرقي

"مات في العشرينيات من عمره .. ودُفن في السبعين !  كل من خَفَت وهج الإبداع من عينيه .. من أصبح نسخة مكررة من مجتمعه الذي ينتقده دائما ً.. ومع ذلك يكرر مساوئهم وأخطائهم مضيفاً لها لمسة بؤسه وشقائه القاتلة.. كل من توقف عن القرآءة بعد أن تخرج ، واصطدم بواقع يحتاج ثقافة واطلاع أكثر .. كل من لاحت له في الأفق فرصة جديدة ( منحة ، ترقية ..الخ ) لكنه أضاعها بدافع الكسل أو الخوف من المغامرة .. كل من ظلمه الناس أو خذلوه ، فاسودت الدنيا في وجهه ، واعتزل العالم نادباً حظه العاثر ولؤم الناس .. كل من اتبع القطيع دون أن يفكر حتى وإن كانت الخسارة ضيق وذل في الدنيا وندم وخسران في الآخرة .. كل من انذهل بنجاح من حوله ضاناً أن المجد تمراً أو أمنية فظل يردد على مسامع الدنيا ليل نهار ليتني كنت مثل فلان أو علان متناسياً أن النسخة الثانية لن تكون شيئا جديداً بل تقليداً يعافه الناس .. كل من عاش قصة حزينة مفادها أنه ذاق المُر من أهله حتى تحطم كل ابداع فيه .. كل من امتلأ قاموس أفكاره ب( لكن ، ليس من السهل ، ....الخ ) .. كل من يلجأ إلى الآخرين بكل صغيرة وكبيرة ، حتى الجوارب التي يشتريها لنفسه لا بُد أن يسأل من يرافقه إن كانت مناسبة أو لا ، لا يملك قراره !! كل من ظن أن الإبداع ليس له متناسياً أن الله كرمه بالعقل دون غيره من المخلوقات .. كل من تردد بقرارات حاسمة ، متجاهلًا أن الفرصة لا تطرق الباب مرتين .. كل من قال لا أستطيع فدفن نشاطه وإبداعه وطموحه في ريعان شبابه ،  وأصبح جثة هامدة يستثقلها المجتمع .. ومع مرور سنوات عمره الضائعة أصلًا ، تصبح هذه الجثة التي تأكل وتشرب فقط ، عبئ ثقيل على كل من حولها .. لتموت في سن السبعين دون أن يأبه لموتها أحدا
--------------------------------
بقلم✍أستاذ/خالدمحمدطاهرالأزرقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق