د. غالب القرالة:
المقطوعات الشعرية الصغيرة في الشعر الأموي—ج1---
- إن المقطوعات القصيرة من ذلك الشعر تبدو اشد تماسكا واكثر استقصاء للحظة الشعور او الصورة الشعرية من القصائد الطويلة اذ تعبر عن خاطرة واجدة او حالة نفسية لها بعض التميز .ومن امثلة ذلك هذه المقطوعة لجميل وهي تدور حول معنى او اثنين من المعاني الشائعة في شعر الشعراء هما الشوق الملح والوفاء الدائم .
الاهل الى الماهة ان المها بثينة يوما في الحياة سبيل ؟
على حين يسلو الناس عن طلب الصبا وينسى اتباع الوصل منك خليل
فان هي قالت : لاسبيل فقل لها عناء على العذر منك طويل
الا لاابالي جفوة الناس ان بدا لنا منك راي يابثين جميل
معلم تطيحي كاشحا او تبدلي بنا بدلا او كان منك ذهول
وان صبابتي بكم لكثيرة بثين ونسيانيكم لقليل
يقيك جميل كل سؤ اما له لديك حديث او اليك رسول ؟
وقد قلت في حي لكم وصبابتي مما سن شعر ذكرهن يطول
فان لم يكن قولي رضاك فعلي هبوب الصبا يابثين كيف اقول
فما غاب عن عيني خيالك لحظة ولازال عنها والخيال يزول
ومن ذلك ايضا هذه الابيات التي تنسب الى المجنون وتوبة بن الحمير وقيس بن ذريح ونصيب وتصور حالة من الحنين الفريد الذي يرتبط ببعض مظاهر الطبيعة ورموزها :
رعاة الليل ما فعل الصباح ؟ وما فعلت اوائله الملاح
وما بال الذين سبوا فؤادي ؟ اقاموا ؟ ام اجد بهم رواح؟
وما بال النجوم معلقات بقلب الصب ليس بها براح
كان القلب حين يقال يغدى بليلى العامرية او يراح
قطاة عزها شرك فباتت تجاذبه وقد علق الجناح
لها فرخان قد تركا بقفر وعشهما تصفقه الرياح
اذا سمعا هبوب الريح نصا وقالا: امناياتي الرواح
رعاة الليل كونوا كيف شئتم فقدا وما بي الحب المتاح
الاثنين، 29 أبريل 2019
المقطوعات الشعرية / بقلم د غالب القرالة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق