الاثنين، 29 أبريل 2019

مع لغتنا الشعر العربي / بقلم السعيد عبدالعاطي مبارك

تغريدة الشــــــعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد ( مصـــر )
--------------------------------------------
((( مع لغتنا الشــــاعرة !! )))
أنا البحر في أحشائه الدر كامن       فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
" شاعر النيل : حافظ ابراهيم "
-----
ان لغتنا العربية الجميلة لغة بيان و قد خاطب الله عز وجل البشرية كلها بها من خلال القرآن الكريم التي تشرفت بنزوله ...
و لم لا  فقد تمكنت من استيعاب شتي العلوم و المعارف البشرية كافة  ..!!
نعم و ما وصلنا منها الا قلة !! .
و صدق أبو عمرو بن العلاء حينما قال :
" أنه ما أنتهي من كلام العرب الا قلة ، و لو جاءكم وافرا لجاءكم علم و شعر كثير ... " .
و العرب وضهت مباحث في علوم العربية و لا سيما النحو الذي يضبط الكلام و يبين و ظيفة وموقع الكلمة في سياقها حافظا علي فساد اللسان و اليد و التقليل من اللحن نطقا وكتابة ، أضف الي البلاغة و سحر البيان ، فهي لغة غنية بالمفردات و الموسيقي الايقاعية التي تجعل منها لغة شاعرة في المقام الأول .
و تمتاز لغتنا لغة الضاد بـــالمصطلحات اللغوية بداية من  " صوتية و صرفية و نحوية ودلالية " .
و كل هذا أفاض فيه صاحب " قرآن النحو – سيبويه " كما قال المبرد :
كل من أراد أن يعمل كتابا في النحو بعد كتاب سيبويه فليستحي !.
و معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم العروض ميزان الشــــــعر .
و الخصائص و المصنف لابن جني .
وطبقات النحويين و اللغويين للزبيدي .
و المزهر و الاقتراح للسيوطي .
و الانصاف في مسائل الخلاف و نزهة الأنباء لابن الأنباري .
و لسان العرب لابن منظور .
و ابن فارس الصاحبي في فقه اللغة .
و غيرهم كثيرون في المصادر و المراجع التي لا غني للباحث عنها ، أو عاشق اللغة العربية .
و لم لا فلغتنا العربية حية تتطور و تنمو مع حركة الحياة فتستوعب المصطلحات الجديدة مع المخترعات الحديث في شتي العلوم العربية و لا سيما العلوم و الفنون في العصر الحيث لمواكبة روح الحضارة ...
و قد تأثرت كثير من لغات العالم باللغة العربية مفردات كتب لها الشيوع و الذيوع و سعة الانتشار استعمالا فهي عربية صريحة من الدرجة الأولي .
و صار هذا من أساس أبجديتهم انصهارا مع مرور الزمن أيضا .
و من خصائصها العظيمة نجدها  اللغة العربية الفصحى ، التي تعد من أقدم اللغات الحية في العالم، ولا يكفي أن نقول إنها أكثر اللغات السامية انتشاراً وأهمية، ليس للناطقين بها فحسب، بل لجميع المسلمين في العالم، إذ لا تصح صلاة أي مسلم دون أن يحفظ بعض سور وآيات القرآن باللغة العربية ليؤديها في صلاته...
و من ثم كانت هناك محاولات عدة الي أن الأمم المتحدة اعتبرتها لغة أساسية في منابرها، وكرست يوم الثامن عشر من كانون الأول يوماً عالمياً للاحتفاء بها .
و يبقي لنا مطالعات و مراجعات حولها بغية فضلها علي لغات العالم فالحديث والكلام على جمال اللغة العربية كلغة منطوقة مكتوبة حقيقة ماثلة أمامنا من خلال الابداع .
و علي أية حال تنفرد بجماليات لا تضاهيها أي جماليات في لغات أخرى، أو هي واحدة من أجمل اللغات في العالم .
و لا يعرف مناقبها و ميزاتها الا كل مدقق حصيف متذوق عاشق لجمال العربية و حروف أبجديتها و انقسامها في الأسلوب من حرف و اسم و فعل وجملة ...
لوحة فنية رائعة متناسقة .
من خلال  ثلاثة أمور: جمال المترادفات، وجمال الاشتقاق، وجمال البديع ،  فهذه من أهم عناصر البلاغة في اللغة العربية.
وهذا واضح وجلي في ظلال الترادف و الفروق و المفردات التي من أصل واحد .
بجانب علوم العربية الأخرى فكلها سلسلة مترابطة كالروح و الجسد تكون معالمها نطقا و كتابة و تأثرا واقعيا له دلالات في جمال العربية الشاعرة لغة الضاد و القرآن الكريم ، فهي سياج أمتنا العربية الإسلامية معا دائما .

يقول شاعر النيل حافظ ابراهيم عن لغتنا الجميلة العربية :
-----------------------------------------------------
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي
رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي
وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي
فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي
أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة ً وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ
أتَوْا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ
أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي
ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ
سقَى اللهُ في بَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي
حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظْتُه لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ
وفاخَرْتُ أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ
أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزْلَقاً مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ
وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة ً فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي
أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهمُ إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ
سَرَتْ لُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعة ً مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ
إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي
فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلى وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي
وإمّا مَماتٌ لا قيامَة َ بَعدَهُ مماتٌ لَعَمْرِي لمْ يُقَسْ بمماتِ
----
و للحديث بقية أن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق