من وحي ارطغرل والحرب / بقلم الأديب سمير تميمي

من وحي ارطغرل والحرب
......
لماانتهت الحربْ
وانتهت الغزواتْ وتركنا الخيلَ
ترتعُ في الارضِ السمراءْ
واعلنا النصرَ على الاعداءْ
جلس الوالي على عرشِ الماءْ
وقال:يا حاجب
ناد لي وزيري الاولْ
فناداهْ
قال الوالي:خبرني معاليكم
ماذا  فعلت؟
قال معاليه:تمَمْتُ على الامنِ يا مولاي
فالامنُ تمامْ
لا تقلقْ
ووفرتُ المشربَ والماكلْ
اكل الناسُ بعد ما كانوا صيامْ
وحبسوابالشايْ
وحمدوا اللهَ ومولايْ
وبعد  قال الوالي ؟
ماذا فعلتْ قل لي
قال معاليه:جعلت لكلِ شيخٍ كتابْ
يعلم ابناءَ الناسْ
وفتحت لكلِ مريضٍ مشفى
وزدت عدد العسس والحراس
اتيت بهم من كل الاجناسْ
(بشَ الوالي)
واطلقتُ الحرياتْ
قال الوالي منزعجا:
على ايِّ اساسْ؟
فانكمشَ معاليهْ
انتظرَ قليلاً
ضرب اخماساً في اسداسْ
نظرَ في وجهِ الوالي ووجوهِ الناسْ
وقال:
قلت لهم قولوا ما شئتم من قول
لكن اياكم واشار الى الوالي
ضحكَ الوالي وقال: زدهمْ لكن اياكْ
فكاد يموت معاليه من فرط الخوفْ
وفرط الاحساسْ
قال الوالي: وكيف العسكرُ والحراس؟
قال معاليه
اهٍ يا مولايْ أما الحراسْ
فكما شئت فعلت
وصاروا يا مولاي اعزَ الناسْ
واما العسكر  ومن حملوا الهم وذاقو الغم
وطفحوا الدم
لا تخشَ عليهم او منهم يا مولايْ
فقد قصقصت اجنحةَ القومْ
فما عادوا يسطيعون العومْ
واما من تقصدُ يا مولاي
فقد_ اقطعتُ القادةَ منهم  ومن حارب
وشدَّ لجامَ الخيلِ في كل الارجاءْ-
قطعة ارض سهل ملساء من ارض الولة
ليست من ارضي او من ارضك يا مولاي
فبنو فيها
وزرعوا احواضَ النعناعْ
فالعسكر يا مولاي كما تعلم يحبون النوم وركوب الخيل
واكوابَ الشايِ
بالنعناعْ
ضحك الوالي وقال وذاك؟
ضحك معاليه وقال:
لا تقلقْ يا مولايْ
زدت له حوضين من النعناعْ
فنام وماء.
ضحك الوالي
فحص الارض بقدميه
ولما قامْ
كان عرشُ الوالي مبلولاً بالماءْ
.......
سمير تميمي