الثلاثاء، 30 أبريل 2019

المقطوعات الشعرية / بقلم د.غالب القرالة

د. غالب القرالة:
المقطوعات الشعرية الصغيرة في الشعر الأموي—ج2---
المقطوعات القصيرة من الشعر الاموي  تبدو اشد تماسكا واكثر استقصاء للحظة الشعور او الصورة الشعرية من القصائد الطويلة اذ تعبر عن خاطرة واجدة او حالة نفسية لها بعض التميز .
والشاعر سواء طالت القصيدة ام قصرت – يقصد في اغلب الاحيان الى موضوعه دون مقدمات كتلك المقدمات المالوفة في كثير من القصائد الجاهلية على انه في بعض الاحيان يبداء بما يبدوا انه اتباع لتقاليد القصيدة الجاهلية فيقف على الاطلال لكنه وقوف قصير سريع لايصف مظاهر الطلل ولا يشبهه بتلك المشبهات المالوفة متخدا منه وسيلة للعودة الى ذكرياته القديمة – بل تتخد منه – في بيت او بيتين – مجرد بداية للحديث العاطفي .ولعل جميلا من اكثر العذرين استخداما لهذا الاسلوب كما في مطالعة :
الم تسال الدار القديمة : هل لها بام حسين بعد عهدك من عهد
سلي الركب : هل عجنا لغناك مرة صدور المطايا: وهي موقرة تحذى
وهل فاضت العين الشروق بمائها من اجلك حتى اخضل من دمعها بردى
واني لاستجري لك الطير جاهدا لتجري بين من لقائك او سعد
اهاجك ام لا بالمداخل مربع ودار باجراع الغديرين بلقع ؟
ديار لسلمى اذ نحل بها معا واذعن منها بالمودة نطمع
فان تك قد شطت نواها ودارها فان النوى مما تشت وتجمع
الى الله اشكو لا الى الناس حبها ولا بد من شكوى حبيب يروع
الاتتقين الله فيمن قتلته فامسى اليكم خاشعا يتضرع ؟
امن منزل قفر تعفت رسومه شمال تفاديه ونكباء حرجف
فاصبح قفرا بعد ما كان اهلا وجمل المنى تشتو به وتصيف
ظللت ومستن من الدمع هامل من العين لما عجت الدار ينزف ؟
امنصفت جمل فتعدل بيننا اذا حكمت والحاكم العدل ينصف
تعلقتها والجسم مني مصحح فما زال ينمي حب جمل واضعف
الى اليوم حتى سل حسمي وشفني وانكرت من نفسي الذي كنت اعرف
الم تسال الربع الخلاء فينطق وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق
وقفت بها حتى تجلت عمايتي ومل الوقوف الارجي المنوق
اضرت بها النكباء كل عشية ونفخ الصبا والوابل المتبعق
وقال خليلي: ان ذا لصبابة الا تزجر القلب اللجوج فيلحق
تعز وان كانت عليك كريمة لعلك من رق لبثينة تعتق
فقلت له : ان البعاد لشائقي وبعض بعاد البين والناي اشوق
رسم دار وقفت في طلله كدت اقضي الغداة من جلله
موحشا ماترى به احدا تنتبح الريح ترب معتدله
وصريعا من الثمام ترى عارمات المدب في اسله
بين عليا وابش فبلى فالغميم الذي الى جبله
واقفا في ديار ام حسين من ضحى يومه الى اصله
ومع ان هذه المطالع تعد – اذا قيست بالمطالع التقليدية – مجرد اشارات الى الاطلال يتخذها الشاعر مدخل سريعا الى القصيدة نلاحظ ان الشاعر يضطر الا استخدام ذلك – المعجم- التقليدي للوقوف على الاطلال فيستخدم من الالفاظ ما قد يبدو غريبا على شعر اولئك الهذرين او خشن الايقاع بالقياس الى الذوق الحضري الجديد .وتلك ظاهرة تفضي بنا الى الحديث عن التجديد في اللغة والعبارة عند هؤلاء الشعراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق