الثلاثاء، 30 أبريل 2019

برقت لي / بقلم الأديب حيدر رضوان

*برقت لي
بين بريق ضحكتها
وأصعقني الدلال
كفكفني غباري من لهفي
وجلببني بزئبقة 
كالنقير عليه تمرة الرطاب
وناديت مزن السحاب
رحماك من إعصاري بعذاب
فهوت مع المزن السحاب
بكلها دثرتني وقالت أنا الضباب
وبينها انا قلم وسط الكتاب
نرجسية وبياضها لي قالت كفن
قبرت شفتي بين مشرق خدها
وغروبها ومابينهما نيلها العذب لعاب
وأسلبت نظرني مع نفسي
مرفرف بهوايا اناظر صبابتها
أم صبابتي فيها المصاب
على برقعها قارئا الخضاب
بقرع نعالها نغم دف في الأدراب
يرقص وهج السراب بأزأزت العسلاب
وجمع حوليه نظرة الشارع والأحزاب
دارت ودرت كنزهة القارئ
على الكتاب بين صفحتين أنا
كسهل باسط حريره  سحاب
عنقودها المرسوم
بلون ثغرها المعنى والعناب
همستها بخور في الأنفاس رحاب
قمرية على غصن ترتل
تحرك الوجدان لأنها كريشها
وكأنها الروح في الرباب
تسبق الأنفاس فيها طرفي
وطرفي يسبق الضوء في الحجاب
أطرق الباب بخاطري
فتطرق صدر الزهاب
فتطوي الخطئ كخيلة
وفي شموخها تهاب
حركاتها حرير تسر النضر
وتفرح بلمستها قلبي المصاب
حياتك الأخرى ينسجها الشغف
والأولى لوطئ البصر في الحمامة تذاب
فمن هنا حيث تسكن متيما
فقلت قد زاد بالتعبد البعد فيك وغاب
تلت بين ضحكتها هزت قافلة الأعراب
وهل الحب ذنب ليستتاب
متمتما مع الرياح اتت  حبة الرطاب
رسمتك على أظافري كي اراك
كحب الشباب على بياض الشيب شهاب
فكستني بنظرة وأطفئت العذاب
بهاؤك مشعلي  وأشعر اللباب
وصرت نرجسي الهوي
أتمارى بنرجسية خريطتها البياض
رمتني وإني من بعدها مصاب
مغناطيسي الفوآد لها مجذاب
فقال يا أواب هي المئاب
بين حضر الدمن 
عيني عليها ولفتتها لنظر حلاب
كعيني على صبح وعصر الزمن خلاب
طلت بوصف بين لب الفواد
من بين الركاب قالو من مننا غلاب
فقلت انتي  بين صديقاتي الصحاب
نرجسية وجورية وريحان شذاب
ملآك تشدوا الهوى بجمالها الآداب
فارتد البصر فيه وأجاب
بقلم/حيدررضوان.اليمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق