الأحد، 13 أكتوبر 2019

فتية حول الرسول صلى الله عليه وسلم / بقلم د.صالح العطوان الحيالي

فتية حول الرسول صلى الله عليه وسلم "عمير بن أبي وقاص الزهري"
ــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي - العراق- 1-10-2019
هو عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري أخو سعد..وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس
إسلامه:
ــــــــــــ كان من أول الذين دخلوا في الدين الإسلامي، وأسلم عمير بن أبي وقاص على يد الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
صبي صغير، جمع في قلبه بين صدق الإيمان وعزيمة المخلصين، تمتع بقوة وشجاعة لا نظير لها وكتب اسمه في مقدمة شهداء الاسلام.
أسلم عمير بن أبي وقاص وهو في سن صغيرة على أيدي أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بعد إسلام أخيه سعد بأيام قليلة، ومن ثم كان من أوائل الناس استجابة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، ورغم صغر سنه إلا أنه كان شديد الإيمان برسالة الإسلام وصدق النبوة، وقد عزم على تحمل المشقة والعناء في سبيل إيمانه العميق بالدين الجديد الذي يدعو إلى الحق والخير والفضيلة، وظل متمسكاً بإيمانه طوال الفترة التي قضاها في مكة رغم كل الصعاب التي تعرض لها المسلمون.
كان عمير بن أبي وقاص من أوائل الناس الذين استجابوا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة إلى المدينة المنورة، ولم يمنعه صغر سنة من المشاركة في هذا الحدث المهم في تاريخ الرسالة المحمدية، فكان صغيراً في السن، ولكنه كبيراً في الوعي والإدراك، وقد أدرك أن الهجرة ميلاد جديد لرسالة الإسلام، ولم يرض لنفسه أن يتأخر عن هذا الشرف، وعندما وصل إلى المدينة المنورة آخى الرسول بينه وبين عمرو بن معاذ.
عُرف عمير بن أبي وقاص بحماسته الشديدة للدفاع عن الإسلام، وهو ما ظهر في حبه الشديد للجهاد، فكان دائماً يمني نفسه بقتال المشركين الذين طالما عذبوا المسلمين وأخذوا أموالهم وديارهم في مكة، وفي غزوة بدر لم يكن عمير يتجاوز السادسة عشرة من عمره، وحين تفقد رسول الله جنود المسلمين المشاركين في الغزوة، كان عمير يتوارى من رسول الله كي لا يرده لصغر سنه.
في معركة بدر الكبري في العام الثاني لهجرة النبي صلي الله عليه وسلم خرج المسلمون مع النبي صلي الله عليه وسلم لملاقاة قافلة قريش العائدة من بلاد الشام ولكن ابا سفيان الذي كان لا يزال مشركاً في ذلك الوقت استطاع ان ينجو بها، وارسل الي قريش يخبرهم بنجاة القافلة، إلا ان ابا جهل زعيم الكفار أصر علي الخروج من مكة لقتال المسلمين ومعه ألف من المشركين .
كان عدد المسلمين ثلاثمئة وأربعة عشر رجلا وحين استعرض النبي الكريم صلي الله عليه وسلم جيشه رأي فتى صغيرة يحاول أن يختفي بين الرجال حتى لا يراه النبي الكريم ، لم يكن هذا الفتى سوی عمیر بن أبي وقاص وهو أخو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص بطل معركة القادسية فيما بعد قال له سعد: لماذا تفعل ذلك يا أخي؟ فقال له عمير: أخشى أن يراني رسول الله صلي الله عليه وسلم فيستصغرني ولا يسمح لي بالخروج معهم وأنا أحب أن أمضي للقتال لعل الله يرزقني الشهادة في سبيله.
ولكن النبي صلي الله عليه وسلم رأي عميراً فطلب إليه ان يرجع لصغر سنة فبكي عمير فرق له رسول الله وعطف عليه وسمح له بالبقاء في الجيش وحمل عمير السيف ولكن حمالة السيف كانت طويلة فأخذها اخو سعد وربطها ( قصرها ) بحيث أصبحت تتناسب مع قامته الصغيرة .
وحينما بدأت المعركة يا اصدقائي قاتل عمير قتال الابطال فكان يصول ويجول في صفوف العدو حتي سقط شهيداً في سبيل الله وتحققت امنيته ورزقه الله الشهادة .. رضي الله عنك يا عمير وعن جميع الصحابة ممن بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله حتي ترتفع راية لا اله الا الله محمد رسول الله خفاقة في العالمين
يقول سعد بن أبي وقاص: لما كان يوم بدر وقف عمير أخي في صفوف المجاهدين، وهو بعد ابن ستة عشر عاماً أو أقل، يتخفى من رسول الله، قلت له: مالك؟، قال: أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني، وأنا أحب الخروج للجهاد لعلَّ الله يرزقني الشهادة، وعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم استصغره فرده، فبكى عمير بكاءً شديداً، فرق النبي له، وأجازه مع المقاتلين، بعد أن لمس حماسته وغيرته الشديدتين، وكان مع عمير سيف طويل يكاد يكون أطول منه، لا يستطيع إمساكه والضرب به، فربط السيف له في يده، قال سعد: فكنت أعقد له حمائل سيفه من صغره، فقتل في بدر وهو ابن ست عشرة سنة.
أهم ملامح شخصيته:
ــــــــــــ حبه الشديد الشديد للجهاد والاستشهاد في سبيل الله مع صغر سنه وخوفه من أن لا يقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وظهر ذلك في حديثه مع أخيه سعد بن أبي وقاص قبل أن يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما عُرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم رده لصغر سنه فبكى عميرفأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم..
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
ــــــــــــــــ يروي عامر بن سعد عن أبيه قال رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل ان يعرضنا رسول الله. صلى الله عليه وسلم للخروج إلى بدر يتوارى فقلت ما لك يا أخي فقال أني أخاف أن يراني رسول الله. صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وان أحب الخروج لعل الله يرزقني الشهادة قال فعرض على رسول الله. صلى الله عليه وسلم فاستصغره فقال ارجع فبكى عمير فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال سعد: فكنت اعقد له حمائل سيفه من صغره فقتل ببدر وهو ابن ست عشرة سنة قتله عمرو بن عبد ود والسلام.
الوفاة:
ـــــــــــ استشهد في بدر في قول الجميع وقتله عمرو بن عبد وُدّ العامري، الذي قتله علي يوم الخندق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق