الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

الماضي الجميل / بقلم الأستاذ طلال الدالي

'،الماضي الجميل،

هرمنا وهرمت ليالينا
وغادرت طيور كانت
تغرد على ضفاف سواقينا
وجرة الفخارعلى أكتاف
الصباياشامخة
والدلع على الخصر
رويدا كنايمشينا
صخرة الحي كانت ملعبنا
قد أقلعت كتبنا
عليها حروف أسامينا
من يعيد للحي
جمال الروح
بعدما كنا نهواه ويهوينا
شجرة البلوط قد قطعت
ومراجيح الصبا
أسمعها حتى
الأن تنادينا
بيوت الحي
من الحجارة بنيت
واليوم باتت
شوارع وأسافينا
كأني أرها اليوم تبكي
عند الله حزنا"
وفي محكمة
التاريخ تقاضينا
بلدتي كانت
طفلة مدللة
دروبها تراب
وعلى جنبها
صفصاف يعانقها
أيلول وتشرينا
في فصل الشتاء تسمع
صوت ينابيعها
تشدو ألحان
على هدير سواقينا
كان الحب له مزاياه
كتبنا عنه أوراق
لو جمعت لأصبحت دواوينا
وصوت أخ تعال صوته
اخي أسمع صوت أمي
في الحي تنادينا
أصوات الصبيان
في الأزقة
تهدر من كل صوب
كأنها طواحينا
سفوح جبالها كانت
كالكواكب مدرجة
حقول زيتون وعنب وتين'
عصرنا الذهبي
ما عاد يعنيني
وبكل ما حمل
من قوانينا
من قال أن الذكريات
اذا هرمت
عشق الديار
من الفؤاد تنسينا
صوت فيروز يطربنا
ودخان الموقدة في
البرد يعنينا
وعاشق بطرف العين
ينادي حبيبته
على النبع ألن تمرينا
وبسمة على وجه الحبيبة
قد رسمت
بالموافقة كنت له تقولين'
ماذا أقول لبلدة
كانت جنة
انا الحزن الجميل
مازلت أعشقك
حين على البال تمرينا

          طلال الدالي.    سوريا،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق