الاثنين، 5 أكتوبر 2020

قصة قصيرة
 بقلم :مرشد سعيد الأحمد
 ********* مستقبل خلف وجارته كنانة *********
 بعد أن تخرج خلف من كلية الهندسة المعلوماتية وأداء خدمة العلم عاد إلى بلده ليجلس في بيته عاطلا عن العمل ليس لديه وسيلة للتسلية إضاعة الوقت سوى التعامل مع اللابتوب ووسائل التواصل الاجتماعي.
 في أحد الأيام ورد إلى خلف طلب صديقة باسم المظلومة الحائرة حيث وافق على هذا الطلب بشكل روتيني مثل بقية الطلبات التي ترد إليه كل يوم 
 بدأ التواصل مع صاحبة هذا الحساب بالأسئلة والمناقشة الروتينية المعروفة مثل أنت من أي بلد وماالمؤهل العلمي والعمر ثم تبادل الصور الشخصية لكلا منهما حيث أرسلت له صورة امرأة خليجية تضع خمار على وجهها . ثم تطورت العلاقة أكثر من خلال طلب كلا منهما صورة إباحية للآخر بدون ظهور الوجه وهكذا تحولت هذه الصداقة إلى علاقة حب. هذا الحب من الطرف الأول نابع من الصفات التي يتمتع بها خلف من خلال جسمه الرياضي الطويل القامة وبشرته السمراء ولحيته وشاربيه وأناقته في الحديث واللباس
 أما حب خلف فسببه فضول خلف لمعرفة صاحبة الحساب التي تتغزل به وكأنها تعرفه منذ زمن طويل إضافة إلى مقاطع الفيديو وهي ترقص خليجي بوجه مخفي بخمار ولباس فاضح لباقي الجسم.
 تتوج هذا الحب بالاتفاق على موعد لقاء يجمعهما سوية
 بعد أن اتفقت معه على أن يجلس في كافتيريا اسمها
 الحب جنون بحيث يكون ظهرها باتجاه الحضور.
 وفي المكان والساعة المحددين كانت المفاجئة الكبرى لخلف عندما حضرت امرأة محجبة تلبس جلباب أسود وتضع خمار على وجهها وبعد أن جلست ورفعت الخمار
 تبين له أنها جارته كنانة التي تسكن في الطابق الأخير 
 صاحبة اللباس الحضاري مثل الجينز وغيره
 وبعد صمت وذهول سألها أنا بعرفك سبور في لباسك واليوم محجبة ما الأمر فردت عليه هذا لباس جارتي ريمة استعرته منها بحجة الذهاب للتعزية
 بدأ الحديث بينهما رسميا ثم تطرق إلى مواضيعهم الخاصة وتحدثت كنانة عن إهمال زوجها لها وتجاهل مشاعرها وأحاسيسها ورغباتها الجنسية واعتبارها كأي قطعة من أثاث المنزل لا قيمة لها وذلك بسبب هوسه وانشغاله بالنحت والتواصل مع صديقاته وحبيباته
 فرد عليها خلف قائلا :
 في القرن الماضي كان حلم علماء المعلوماتية والاتصالات هو تحويل العالم إلى قرية صغيرة يستطيع 
 أي شخص أن يشاهد صديقه خلال لحظات ويتكلم معه
 ويستطيع طلاب المدارس والجامعات عقد جلسات علمية وندوات فكرية مع أصدقائهم في أي بلد من هذا العالم وتبادل الخبرات معهم. وأن تعقد المؤتمرات العلمية والسياسية والأدبية والمسابقات الشعرية وإقامة الحفلات والغزوات بين الأقارب دون تكبد عناء السفر 
 إلا أن هذا الحلم سرعان ما تبدد وتحولت هذه التقنية إلى وبال ومصيبة عظيمة على شعوب المناطق النامية وبشكل خاص العربية منها. فقد حطمت هذه التقنية العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب انشغال كلا منها بالتواصل مع أصدقائه وصديقاته في بلده أو البلدان الأخرى كذلك وسلبت عقول الطلبة من خلال اهتمام الطالب بالألعاب الإلكترونية وتركيز كل اهتماماته العقلية لفك لغز اللعبة أو الانتصار على البطل فيها  وأصبحت أيضا وسيلة نصب وابتزاز يمارسها العاطلين عن العمل من خلال كاميرات مدمجة على النظارات أو ساعة اليد أو على لمبات الإضاءة في الفنادق والأماكن العامة تتصل بالبلوتوث وتصور الضحايا ثم فرض عليهم مبالغ مادية بعد تهديدهم بالفضيحة. 
 ولعبت هذه التقنية أيضا دور هدام في تفكك الأسر وتشرد الأطفال من خلال طلبات الصداقة لأشخاص ينتحلون شخصيات بنات أو من خلال عرض الأفلام الإباحية التي تتضمن حركات ومداعبات ومعاشرات محرمة لا يمكن أن يطلبها أحد الزوجين من الآخر فيضطر للبحث عنها خارج عش الزوجية.
 لكن هذا الكلام تسبب في إزعاج كنانة وكانت ردة فعلها عصبية عندما قالت لخلف : أنا جئت لهنا لكي أتعرف عليك وأدعوك لزيارتي في البيت لشرب فنجان قهوة يوم الخميس بعد أن يسافر زوجي لعند أهله في القرية
 لكي أبحث معك موضوع هام.
 وبعد تردد واعتذار شديدين قرر خلف الموافقة وبعد هذه الزيارة أصبح خلف الزوج الفعلي لجارته كنانة كلما غاب زوجها عن البيت .
 إلا أن هذه العلاقة لم تدم طويلا عندما اكتشف أمرهما من قبل جارة كنانة المقابلة لشقتها السكنية حيث أخبرت زوجها من خلال الاتصال عالماسنجر باسم وهمي حيث أقدم على طلاق كنانة بالسر لكي يحافظ على سمعة طفلتيهم .
 أما خلف فقد عاش حالة نفسية مزرية نتيجة تسببه بطلاق كنانة وتدمير مستقبلها وهذه الحالة تتدهور أكثر وأكثر كلما شاهد زوج كنانة يأخذ بناته الصغيرتين إلى المدرسة صباحا ويعود بهما ظهرا حتى وصلت به الحالة إلى أن يتيه في الشوارع ويصرخ بصوت عالي وبالعامية 
 #مو انا السبب مو انا السبب هي السبب هي السبب #
 مما اضطر أهله لنقله إلى مشفى الأمراض العقلية والنفسية خوفا من المشاكل والفضيحة.
                                 انتهت
 بقلم: مرشد سعيد الأحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق