الأربعاء، 10 يونيو 2020

(  هل نوَدٌِعُ الخَريف  )

والمِقعَدُ  أصبَحَ  موحِشاً  بارِدا

أينَ  التي  تَمَثٌَلَت في خاطِري جَسَدا ؟

هَل غادَرَت تِلكَ الدِيار ... تَزَمٌُراً منَ الخَريف ؟

تَساقَطَت أوراقَهُ ...  بَعضَها لِبَعضِها مُقلٌِدا

صَفارَها  ... تَشوبهُ حُمرَةُُ

وبَعضَها لَم يَزَل في غُصنِهِ ... 

من  نَسمةٍ  يوشِكُ  أن يَطيرَ بُرهَةً ويَهمَدَ

هَل أحزَنَ روحَكِ الخَريف ...  تَستَنكِرُ المَشهَدَ؟

أم خَشيتِ الشِتاء ؟

في أُفقِهِ  مُزَمجِراً راعِدا

وكَأنٌَ طَيفَها ... من بَينها  تِلكَ الظِلال  ... تَجَسٌَمَ مُنشِدا

هَيٌَا  إلى كوخِنا  ...  يا فارِسي  نُشعِلُ المَوقِدَ

في داخِلِ كوخِنا هَمَسَت ... مالي أراكَ مُرتَعِدا ؟

أنا هِيَ  ...  لَحمي دَمي ... روحيَ ...  

لا يَنفَعُ في طَبعِكَ بَعضَهُ التَبَلٌُدَ

نَظَرَت  إلَيٌ وأسبَلَت جَفنَها تَوَدٌُدا

تَنَهٌَدَت  كَسالِفِ عَهدِها  ... يا سَعدَهُ التَنَهٌُدَ

تَلامَسَ الجَسدان ... روحاً كَما جَسَدا

هَمَستُ في أُذنِها  ... أنتِ حَقٌَاً  حَبيبَتي ؟

ولَستِ طيفاً أمرَدا ؟

تَضاحَكَت كأنٌَها مَهرَةُُ تَصهَلُ خَلفَ المَدا

يُرَدٌِدُ الصَهيل صَوتَ الصَدى

قُلتُ في خاطِري  .. أضُمٌُها فَعِطرها نَفسَهُ

والرِضابُ لم يَزَل طَعمهُ على الشِفاهِ شاهِدا

وصوتها وشوَشاتُ بُلبُلٍ  ...  يُرَتٌِلُ لِلحَبيبِ مُنشِدا

وتَشهَدُ  النارُ  مُضرَمَةً  ... يُسَعٌِرُ   لَهيبها المَوقِدَ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق