الثلاثاء، 30 يونيو 2020

حضرت كورونا وغابت عقارب الساعة
   قبل ثلاثة أشهر من اليوم حل علينا ضيف ثقيل غير محبوب وغير مرحب به... هو فيروس لعين إسمه كورونا أحضر معه أحدا من أبنائه وهو كوفيد 19، منذ حضور كوفيد غابت كل عقارب الساعة، لزمنا بيوتنا وتخلينا عن كل أنشطتنا بعد أن كنا لا نجد متسعا من الوقت لفعل عدة أشياء في حياتنا فأصبحنا حبيسي روتين قاتل وملل خانق...
   في بداية ظهور الجائحة كنا نطرح على أنفسنا سؤالا واحدا "ماذا سنفعل غدا؟!"، تكرر هذا السؤال عدة أيام إلى أن غاب وغابت جدواه.
كنا نشغل أنفسنا بالرجوع إلى هواياتنا التي تخلينا عنها فهنالك من عاد إلى رسم لوحاته الجميلة، ومن تفنن في تحضير أشهى المأكولات والحلويات، أما أنا فشغلت نفسي وسط أوراقي وقلمي الذي فارقته بسبب مشاغل الحياة وضيق الوقت، الوقت الذي لم يعد كالسيف كما كان بل أصبح صديقا لنا نتحكم فيه كما أردنا، ونتحكم في جميع عقارب الساعة التي كانت تسابقنا، كنا لا نستطيع سباق عقرب الثواني المعروف بسرعته القصوى، وغالبا يتجاوزنا عقرب الدقائق أيضا، أما عقرب الساعات فكنا نستطيع الاستفادة منه قليلا، لكن للأسف لم نكن ندرك قيمته ولا قيمة بقية العقارب لأننا كنا متلهفين على مسابقة الزمن وبالتالي لا نستطيع الاستمتاع به.
   خلاصة القول أضرار كورونا لم تكن بالهينة فهي أثرت ولا زالت تؤثر على عدة جوانب لا من الناحية الاقتصادية أو النفسية أو الاجتماعية وما إلى غير ذلك... لكنها أيضا علمتنا عدة دروس من أهمها إدراك قيمة الوقت ومصادقة عقارب الساعة الثلاث.
     بقلم شمس البارودي
    30 يونيو 2020
17:48

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق