من زاوية نقدية
قراءة في قصيدة " تيه " للشاعر الدكتور. يحيى عبد العظيم ..
بقلم : ثروت مكايد
(19-؟)
غاية التيه أن يقضى على جيل من الناس ليأتي جيل جديد بخلق جديد ..
وفترة التيه لا حد لها فقد تستغرق أعواما أو عقودا وربما قرونا ولا مكان لها أيضا ..
فقد يكون التيه في نفس الإنسان إذ يعيش الفرد في ضلالة لا يدري له من غاية بل لا يدري أنه خلق لغاية أصلا ويقضي الفرد عمره لا يفكر في هذا وإنما شغله الشاغل : الوظيفة والطعام والجنس ..تلك غايته وهذا ما يسعى إليه حتى إذا انتهى ومضى من هذه الدنيا واجه ما لم يكن له في حساب وسئل في قبره عن أسئلة لم يفكر فيها من قبل ولم يستعد لها ..
سئل : من ربك ؟ ..
وهو قضى عمره دون شغل بمعرفة ربه حتى يجيب ..
من نبيك ؟ ..
لا يدري ..
ومعرفة اسم الرسول ليست معرفة تغني فما يجدي الاسم ..
مادينك ؟ ..
لا يدري ..
من منا درس دينه حتى يعمل به فالعلم قبل القول والعمل ..
نحن نتلقى الدين من الشارع / الشاشة ..
من العرف ..
ولا يمثل في حياتنا غير هامش أو أقل ..
وكتابنا المقدس لا نفقه منه حرفا ..
سألت طالب شريعة عن معنى " الصمد " فلم يحر جوابا ..
فما بالك بطالب لا يدرس علوم الدين ..
بل الكبار منا لا يفرقون بين الدين والتدين وعلوم الدين أو لا يفرقون بين الشريعة والفقه أو بين الحمد والشكر والمدح ..
رأيت رجلا يمسك مسبحته وتحرك حباتها يده وهو مستغرق في نقاش حاد صارخ يسب فيه ويلعن ..
تذكرت قول رابعة : " إن استغفارنا في حاجة لاستغفار .." ..
وإلى لقاء نكمل فيه القراءة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق