الثلاثاء، 1 مارس 2022

بقلم ‏الأستاذ ‏☆☆☆حشاني ‏زغيدي

وظيفة النقد بين الهدم و البناء
لست مع من مهنته و هوايته النقد  الهادم  و أقصى مناه الركض وراء رصد  العيوب ، همه و سعادته رصد السقطات العاملين ،  بئس الهواية هذه  ، و بئس الحرفة هذه  .
الشيء المعيب في عملية النقد أن  يكون القصد من ورائه  الهدم و تفتيت الجهود ؛ فيكون النقد حرفة و هواية لذاته ، و حين يتحول الهدف النبيل إلى فرية كاذبة القصد منها النيل من المنافس ، أيا كان ،هذا المنافس  فتصبح المهمة تشويه الانجازات و تقزيم المبادرات ،  تكون  مجرد حرفة قذرة .
فإذا كانت مهمة النقد وظيفته الأساسية  تقويم الخلل وتصحيح  الاعوجاج،  كمهمة ذلك النبي كان همه صلاح قومه، يبتغي من ذلك تحصيل المصلحة بوسيلة تربوية  و ردت في  قوله تعالى: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)}.
هذا هو مطلوب شرعا و عقلا.
أن مهمة تقويم الوضع الفاسد الذي ينخر جسم الأمة الهزيل من فساد تربوي و اقتصادي و اجتماعي و أخلاقي مهمة كل العقلاء و المصلحين، واجبهم المساهمة فيه بأفكارهم و مبادراتهم،  متسلحين بالإيجابية،  يسلكون مهمة الطبيب مع المريض.
يتسلح الذي يسلك مهمة النقد البناء بالإخلاص في نقذه فلا يكون له هم سوى سلامة البنيان و سلامة النسيج الاجتماعي و مهمته تحصيل الوعي للمخاطر، مهمته تنشيط العوامل  و الموارد الحية في اتجاه التنمية المستدامة ، قصد تحسين الأوضاع .
و حتى تكون عملية النقد فعالة و مجدية :
- أن يكون النقد  في المخابر  و المؤسسات.
- ألا يكون في  الأضواء الكاشفة.
- أن ينصب في عمق الأفكار و المبادرات لا النوايا
- أن يحترم  خصوصية المنصوح و أفكاره و قناعاته.
- أن يراعي الظروف و الأحوال و ساعات الشدة.
- أن يتحاشى الفضح و الإشهار
- أن يتجنب الاستعلاء و المكابرة
- أن يتزين بالجماليات كالثناء و الشكر لصاحب المبادرة و لو كان مخطئا.
- أن تكون خلاصته تطوير الخبرات و تفعيل المبادرات في الميدان تحصيلا للنفع العام .
الأستاذ حشاني زغيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق