التسامح في عهد هارون الرشيد عام 169هـ - 786 م
من إنجازات هارون الرشيد الخالدة ألا وهي أنه أصدر عند استلامه الخلافة عفوًا عامًا يشمل كلَّ من هربَ أو اختبأ مُستثنيًا بعضَ الزنادقة.
. استعمل الرشيد الرقّة كعاصمة رديفة للعاصمة بغداد.
. أقام الرشيد ما يُسمّى ببيت الحكمة في العاصمة بغداد، وكان يعجّ بالكتب والمؤلفات من مختلف بقاع العالم، وفيه غرفٌ كثيرة بينها أروقة طويلة، خُصص بعض الغرف للكتب والبعض الآخر للمحاضرات، ومن الغرف ما كان خاصًا بالناسخين والمترجمين والمجلدين.
. تمت في عهد الرشيد أو عملية ترجمة إلى العربيّة لأشهر الكتب العلمية وهو كتاب " الأصول في الهندسة والعدد" لإقليدس.
. تطوّرت في عهد الرشيد علومٌ كثيرة منها الفيزياء الفلكيَّة والتقنيَّة، وتطوّرت الاختراعات ومنها الساعة المائيّة.
. أُقيم أول مصنع للورق في بغداد في عهد الرشيد، وبدأت السلع الورقيَّة تُباع في سوق الوراقين، وصارت صناعة الورق مفخرة للعباسيين فقد كان لورق بغداد قيمة كبيرة.
. شجّع الرشيد التبادل التجاري بين ولايات الدولة، وعمل على حِراسة الطرق التجارية بين الأمصار، وبنى مدينة الواقفة بالقرب من مدينة الرقة على ضفة الفرات لتصبح مقرًا لحكمه في الصيف.
. من أهمّ الأعمال في عصر الرشيد إقامة أكبر مستشفى في ذلك العصر، وسُمّيَ "مستشفى الرشيد" في بغداد، احتوت على أمهرِ الأطباء في ذلك العصر، وكانت تحت إدارة يوحنا بن مأساويه وجبريل بن بختيشوع، كما ذكر منتدى سطور.
ويذكر موقع (تاريخ إسلامي) أن الخليفة الإسلامي العظيم هارون الرشيد وضع بنفسه خطة علمية متكاملة، وميزانية ضخمة، لحفر قناةٍ بحريةٍ عملاقة، تربط بين البحر الأبيض المتوسط (بحر الروم) والبحر الأحمر (بحر القلزم)، إلا أنه رحمه الله وجزاه كل خير خشي أن يفتح المجال بذلك للروم للعبور من خلال تلك القناة، فتكون مكة والمدينة في متناول أيديهم. (وبذلك يكون هارون الرشيد هو صاحب فكرة إنشاء "قناة السويس" قبل أن تُنسب بعد ذلك بألف عام للفرنسي "فرديناندو ديليسبس".
وأضاف د. طارق السويدان في مجلده فلسطين – التاريخ المصورأنه أصدر في هذا العام الخليفة (هارون الرشيد) – رحمه الله تعالى – قراراً بالسماح للإمبراطور الروماني في بيزنطة (شرلمان) بترميم كنائس القدس، وسمح له كذلك أن يرسل البنائين والأموال لبناء كنائسهم كما يريدون، فبنيت الكنائس ثم أصدر قراراً يقضى بفرض حماية لكل مسيحي يريد زيارة الأماكن المقدسة المسيحية في القدس، فصار جنود المسلمين يحمون الزائر المسيحي من أي أذى يمكن أن يصيبه حتى يقضى زيارته ويعود من حيث جاء.
هل عرف التاريخ فاتحاً أعظم من العرب المسلمين؟ وانظروا إلى السماحة والشهامة وقمة الأخلاق في التعامل مع المسيحيين، هل قابل الصليبيون هذا الإحسان بمثله؟ وهل عرفوا معنى رد الجميل والفضل لأهله؟ إن الوقائع تشهد مجتمعة بعكس هذا ونقيضه. نحن نستغرب من أُناس يثقون باليهود، بل الأغرب أن تجد من النصارى من يثق باليهود، وهو الذين يقولون على مريم – عليها السلام – بهتاناً عظيماً، ويسبون المسيح ويقولون دجال وكافر وساحر. كيف يثقون بهم بعد هذا بينما نحن الذين نعظم الأنجيل ونعظم المسيح – عليه السلام – وطاب يومكم بالخير والبركات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق