الاثنين، 6 يوليو 2020

قراءة تحليلية في مقولة الامام علي

(( لوكان الفقرُ رجلاً لقتلتًه ))

الاشارة"الفقر" تمثل دلالياً بؤرة النص مما يستوجب تفكيك بنيتهاالدلالية  :

اولاً ـ ظاهرياً:

أ/ في السياق اللغوي

ـ معجمياً: العَوَز، ، بُؤْس، قلَّة الممتلكات والبضائع المادّيّة الأساسيَّة، عكسه الغنًى

من مرادفاته:

إفْلاس , بُؤْس , حاجَة , حِرْمان , حِرْمَان , شَقَاء , ضَعْف الحال , ضِيق , عَدَم

ـ اصطلاحاً : الافتقار إلى الوسائل المادية اللازمة لتلبية الحاجات الأساسية اللازمة للبقاء كالمأكل والمشرب والمسكن بشكل  يتواءم مع متطلبات الحياة الكريمة ، مما يعني أنّ العجز عن تلبية هذه الاحتياجات يؤدي  التي التسبب بالجوع (وهذا قد يفضي الى الموت أحياناً)،

وارتفاع معدل الجريمة( كالسطو،القتل)، والسلوك المنحرف (كالانتحار )

ب / في السياق المقامي / سوسيولوجي ( علم الاجتماع)/ هرم الحاجات الأساسية للإنسان للعالم المشهور "ماسلو" :        أقرّ ماسلو بعدم استطاعة الإنسان إشباع حاجته العليا كالتقدير وتحقيق الذات وما يشابههما إلّا بعد إشباع حاجاته الأساسية المتمثلة بالمأكل والمشرب والمأوى وغيرها، وهو الأمر الذي يُفسر ما يتولّد في نفوس الفقراء من مشاعر يأس وإحباط، وعدم انتماء للأسرة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل أسرية تؤول في أغلب الاحيان إلى تفكك أسري يعيش الفقراء على إثره منعزلين عن المجتمع، بينّما تتسبب الفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء في بعض المجتمعات بحدوث مزيد من مظاهر العنف، حيث يشكّل الفقر تحدياً أخلاقياً قد يصعب تجاوزه.

المقاربة الجدلية :

لااشباع مادي(جوع،عوز)+ لااشباع معنوي(عدم تحقيق الذات،...)/انحراف سلوكي فردي الاثر(يأس،انتحار،...) +انحراف سلوكي مجتمعي الاثر( سرقة ، قتل )

ثانياً ـ تحتانياً:

الاشارةالفقر: مُنتِجة للدلالات المار ذكرها اعلاه ، ومُنتًجة مكزمانياً موضوعياً من قبل "منتِج" آخروي يمتلك قوةالتحكم بأسباب (الاشباع/ اللااشباع )المادي ،المعنوي ،و(الانحراف / اللاانحراف)السلوكي ،اي انه سبب (الإفقار/ الإغناء)

المقاربةالدلالية ذلك الآخر:

مهيمن على الحياة  + نافذ الارادة والفعل + محصّن عن المساءلة = آخر سلطوي قاهر

من تركيب الدلالات اعلاه يتولد المعنى التحتاني لتلك الاشارة/ الفقر :

الفقر موجود/ منتَج بإرادة آخر سلطوي

تكثيف هذا المعنى :

الفقر أثرٌ( سببٌ )لمؤثرٍ(مسببٍ)سلطوي

تفكيك التفكيك :

الفقر : منتِج للجوع ، لليأس

ـالجوع = حاجة حياتية متجددة  تبحث عن اشباع مادي (طعام )متجدد

الاشباع يتعارض مع /إفْلاس , حاجَة , حِرْمان ,ضَعْف الحال ( من مرادف الفقر كما مر بناأعلاه)

عدم الاشباع = الموت المادي

ـ اليأس = احباط ، عدم قدرة على تحقيق الذات

عدم تحقيق الذات = عزوف عن الحياة / موت معنوي

بتكثيف الدلالات المتولّدة:

الفقر = الموت مادياً/ معنوياً

تفكيك بنية النص النحوية / الاعرابية:

لو : حرف شرط ، يفيدالامتناع لامتناع اي : امتناع جواب الشرط لامتناع فعله( فعل الشرط )

اي : امتنع القتل لامتناع جنس الرجولة عن الفقر/ القتل فعل سالب لحياة كائن حي( رجل )

باستحضار تكثيف المعنى التحتاني {الفقر أثرٌ( سببٌ )لمؤثرٍ(مسببٍ)سلطوي }:

ينتفي امتناع "الفقر" عن القتل حيث يحل المسبب ( المُفقِر / الاخر السلطوي )محل السبب ( الفقر )

الرابط الدلالي:

النص يضمر دلالة وقف اثار الفقر ( الموت المادي والمعنوي )على الناس ، بالقتل / فعل استئصال وجود الشئ من الحياة

ولما كان الاثر/السبب( الفقر هنا) متعالق بالمؤثر/المسبب(الآخر السلطوي)/ السياق المنطقي / السببية

فاسئصال وجود السبب مرتهن باستئصال وجود المسبب .

- باسم الفضلي العراقي ـ

{ العراق ، لبنان }

2020 / حزيران ومايلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق