الثري والزنجي
لا أدري اللحظة ما الذي أكتب ولكني أحاول أكتب..
في المشهد ثري وزنجي وخدم والضوء ملائكي خافت. ينهي الثري صلاته يتشهد يضع المسبحة في يده يتمتم والخادم يسكب له خمرا يشرب ويثمل والناي ينزف عزفا وتلك الراقصة تتمايل رقصا وجسدا فيصرخ في الزنجي المتهالك أن قل شعرا
يتمتم الزنجي خوفا من أين يبدأ الشعروكيف الكلام يعربد في وجهه يصرخ أحضروا لي السوط أريد شعرا..
يرتعد الزنجي ينشد…
**الراقصة زوجة الزنجي
**العازف والد الزنجي
**الحضور بشر
في جلبابه الثعلب تجلى
وعن مكره في دمنة تخلى
وبالمسك والطيب
ولبس الوقار
تحلى وصاح…
أن حيا على الصلاة
حيا على الفلاح…
والديك ملحد العشاق
كافر…
خانه الدجاج وأصبح
ريشه سافر..
وكل الدجاجات تعرت
والديك جاني
والديك زاني..
كيف تنهيه الصلاة
يسكر ثم يعربد…
لم يزره في الفجر ملاك
نسي أذان الصبح فينا
ونحن بالكوكا…
هضمنا مال الزكاة..
(2)
ياعازف الناي بكاء
ياباكيا على دنيا الفناء
يا صانع اللحن الحزين
بإسمه الرب ترفق..
فماء الوجود فيها تدفق
عساه يكون في الدنيا بصير
بلبل الحق في النور يسير
أملا في الأرض يصير
يبر بنا يوما
وكلا نا ضرير…
(3)
ياحبيبتي
إشتقت إليك…
يا حبيبتي أما قلت تحرري
وفكي القيود…
من أجلك فقط قلبي أسير
من أجلك أنت فقط
تبعت المحبة..
بقيت عبدا وبت فقير…
(4)
في سوق الزمن وفي التاريخ
وفي المرآة
صرخنا واحسيناه..
والدمع يجلد القلب الجسد
الروح نفاقا …
كيف الرأس قطعناه…
وا محمداه…
جنازة العشاق مرت وٱختنقت
في ظلمة القلوب
والكذب نحن صنعناه
والظلم نحن خلقناه
والحق نحن أبعدناه…
في سوق الزمن وفي التاريخ
وفي المرآة
صلبنا الحلاج وعذبناه
تفتقت وساوسنا خوفا
فعدنا من وادي الدموع
زيفا ثم كتبناه…
وعرفنا عشق الله والرب
والتزهد…
بكينا الحلاج جمرا ودهرا
ولكن عشق الرب ضيعناه…
(5)
زمن الفريقين لمن الغلبة
كرة بعد قطع الرؤوس
إبتدعناها …
ننسى بها دماء العشق
وتلك عقدنا ألفناها
وتفاحة حواء في الشباك
لا هدفا ولا ربحا ولا خسارة
وإنما برصاصة في القلب
مثقوبة…
وكل حكايات الحلم صدقا
تولد فقط لتصرخ…
وتحدث التاريخ ليشهد
أن ولادة الجرح فينا
صناعة…
وأن صناعة الزيف بضاعة
وأن بضاعة الشرف وضاعة
وكل كنوزه الحب مفقودة
وإبتسامة حواء في الأرض
زهرة ..موؤدة
وزخارف الملعب رغيف
وكل السكارى..
والمساكين جوعى …
لكنه الجمهور سخيف
(6)
يرتعش بردا
في مثواه سليمان
والرجل المحموم يتعرق
يصرخ حد الهذيان..
يريد سحرا يريد جان
هكذا صار اليوم
يصنع الانسان…
يقع الزنجي أرضا يصرخ الثري ما هذا بالشعر خذوه فاجلدوه ولا تطعموه ويستمر الإحتفال
العفو عماد القاسمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق