ما بال سهمك...؟
ما بال سهمك في الفؤاد مصيب
وعلى أوتار الودّ صائب ومريب؟
أسقطتني من ظهر جوادي عنوة
وأنا الذي كنت عليه نعم ركيب
يعدو في صحرائنا ليلا ويصهل
ويسابقني ظلّه تحت قمر مهيب
إذ صابه، كفارسه، حسن جمال
فرس الوغى، لها عاشق وحبيب
سهباء، شديدة الجري، لا عرق بها،
ولها في الشدائد صولات وخبيب
صهباء، محجّلة، لا طول ولا قصر
تتوارى عيناها تحت أهداب تذيب
كلّ ذي لبّ، فيجنّ حين تغمزه، و
تتقاذفه الأيادي بحجر كأنّه كليب
تهتزّ سوالفها على أنغام سيوفها
وقوام، يكسوه شعر أحمر، كثيب
ذاك دمي، قد روى رمال العشق
فتحنّت به أقدامها فهي خصيب
أستشفّ في خيالها كلّ جميل، و
أتنفّس عطر الدّجى منها يطيب
مسك قد حلا ريحه من جيدها
تتسابق قطرات النّدى منها صبيب
يجذبني في كلّ حين فرطي بها
فأنا المعنى في جسدي وطبيب
أنده عليها بصوتي في كلّ مكان
فيعود صداه منّي بائس وكئيب
يعلوه بكاء حمامة الأيك وحيدة
تتألّم، ودموع حالها منها نحيب
ما عاد يرين الكرى بعدُ بمقلتي،
وجمالها قد لا أجد فيه نصيب
أشكو إلى الله منها قلّة حيلتي
وهواني عليها، فهو بالعبد رقيب
قد أودع سرّه في أضعف خلقه
ولأسراره في القلوب سرّ عجيب
أقرب إلى نفسي من حبل الوريد
ووريدي ينبض اسمها، أتجيب؟
ذاك الله، واحد، أحد في سمائه،
وصفاته، ومع ذلك فهو منّي قريب
لا يبخل عمن بسط يديه في ليله
يتضرّع إليه بالدّعاء، وإليه ينيب
أدعوه ربّي في عليائه، وسخاؤه
لعباده، ولمن دعاه فهو مجيب
أن لا يحرم صبّا في هواك، ولا
تتوانى نبضات قلب لك خطيب.
ا-----------------ا
من قلمي: كريم الدين مصباح
١٠ ربيع الأول ١٤٤٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق