الاثنين، 18 أكتوبر 2021

يأتيني الخريفُ زائراً

بقلمي أنور مغنية 

في وقتي هذا 
يأتيني الخريفُ زائراً
يضربُ شجرةَ وحدتي 
ويغريني بالسقوط 
وسنابلي نظرةٌ في أوجِّها 
فوق صدر الحقل تسبح

هذا الخريفُ يأتيني  حين غفلة
يريدني أن أبكي ولا يعرفُ
أنه لو ذَكَرَ لي 
فقط اسمك أفرح 

ظلالُ وجهك على السماء 
كظلال السماء على الماء 
كبراعم الودر 
ما تفتَّحَ منها وما لم يتفتَّح 

بلا غضبٍ تُغنِّي العصافيرُ
بلا حقدٍ أكتبُ القصيدة 
بلا تعبٍ أقصدُ السماءَ البعيدة 
وأعدُّ لكِ الدنيا مسرَح

تحت السماء لنا الأرض 
ولنا بساتين البرتقال 
زرقة البحر لنا 
والعشب الأخضر 
لا أرغبُ لك بالموت 
ولا أُحِبُّ أن أرى 
على وجهكِ خريفاً أصفر 

من وراء الخريف 
رسمتُ لخصرك زناراً من يدي 
وأحببتكِ  و سأحبكِ
حملتُ إليك الريحَ
لوَّنتُ لك النجوم في سمائها 
ورسمتك قمراً أحمر 

في عيدكِ حرَّرتُ كلَّ العصافير 
وسمحتُ للأنهار 
أن تعبرَ شقوقي 
لأحيا معكِ 
ما ظننتُ وأنا معك 
بأن يوماً  سيأتي 
وأكون فيه أبتر 

يتهامسون في قريتنا 
عن هذا العالم الجديد
ويقولون ويقولون 
إلاَّ أني أحبك أكثر 

يقولون ويقولون 
ويتناقلون الشائعاتِ
يلومون ويلومون 
ولم يشعروا بشذا عطرك 
يعود إلى بيتي 
كلَّما الزهرُ أزهر 

يتهامسون بأن تلك البساتين 
صارت يابسة 
لكن ظنوني لا تصدِّقَهم 
فلولا ربيعك 
كيف يكون للثمار 
طعم السُكَّر ؟

لي حبك مهما تهامسوا 
ومهما قالوا 
لي أنتِ مهما حاولوا 
حتى لو فتحوا القلبَ
وزرعوا فيه خنجر 

أنور مغنية  18 10 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق