دمعة فجرت كل الدمعات
لم يكن له أي عمل متقاعد. فقط يمارس رياضة المشي كلما سنحت له الفرصه صباحا أو مساء. .وها هو يبدأ مشوار الرياضة الصباحية من حي الناصرة إلى قلب مدينة الحسكة. ..وعندما يتعب من رياضة المشي داخل السوق الذي لم يكن له أي هدف سوى الرياضةواضاعة الوقت . يعود أدراجة إلى موقف السرافيس .وها هو يصعد إلى (فوكس)سرفيس الذي امتلئ بالعائدين ولم يكن له مكان سوى خلف السائق على مقعد خصص تركيبا من قبل السائقين لزيادة عدد الكراسي والركاب.
لقد جلست فتاة لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة تجلس في المقابل له تماما بحيث ازاح قدميه حتى لا تلامس
قدميها. وخاصة هذا المكان يمتاز بالضيق كونه مستحدث للجشع المادي.
وما أن دقق النظر بالركاب الذين هم بالمقابل له حتى
وجد أغلب الركاب نساء لكن لفت انتباهه تلك الفتاة التي تجلس مقابلة له والتي تحمل بيدها ظرف كبير ومكتوب عليه صور دبلر للقلب
ومسجل اسم المريض ابراهيم. ...ليس هذا مما أثار فضوله. ؟بل تلك الدموع التي تنساب من مقلتي الفتاة وهي تتساقط كالمطر بصمت تجاه الظرف الذي يحتوي صور الدبلر للقلب وهي تمسح بهدوء تلك الدمعات حتى لا تلفت انتباه الآخرين. لم يكن معها أحد من ذويها هكذا يبدو المشهد. وصار يفكر في أمر الفتاة وتأثر بها كثيرا .
وهي تجتر الحسرات وسط دموع لا تتوقف.وصار يحدث نفسه قد يكون الدكتور صارحها بماهية المرض
وتفاجأت فما كان منه إلا أن يتدخل ليخفف عن الفتاة. همومها.
فقال لها. .(اتكلي على الله يا ابنتي كل داء له دواء )
فما شاهد إلا ودموعها انهمرت بسخاء أكثر. وانهمرت دموعه هو الآخر دون إرادته وادار رأسه اتجاه السائق كي لا يلفت انتباه الفتاة والركاب. وحاول أن يكبح جماح دموعة فلم يستطيع بل ازداد الأمر وضوحا.
فما كان منه إلا أن ينزل من السرفيس عند أول موقف في حي تل حجر ليتلافى الموقف الذي وضع نفسه فيه ولا يحسد عليه.
نزل وصار يمسح دموعة بحرية وهو الذي فقد ابنه الكبير تاركا له يتامى وفقد والديه وأخيه وزوجته وكثير ممن هم اعزاء جدا على قلبه ولم تذرف له دمعة واحدة. وكان صابرا لحكم الله
فبما تفسرون هذا الموقف المفاجئ وهو لا يعرف له تفسيرا
انتهت بقلم عبد المجيد الجاسم /ابو حيدر /
السبت، 21 سبتمبر 2019
دمعة فجرت كل الدمعات / بقلم الأديب عبدالمجيد الجاسم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق