السبت، 21 سبتمبر 2019

ذكرى معركة جبل كحيل / بقلم الأديب احمد المقراني

ذكرى معركة جبل أبو كحيل16 - 19سبتمبر 1961

(قد يقول البعض وما دخلنا بمعركة جبل بوكحيل؟) والجواب هي للتذكير كيف تستعاد كرامة الأمم والشعوب.

أبو كحيل حيــاك الله يا جبـــل°°°أرغمت أنف العدى تحية يا بـــطل

من الأوراس شم العز تحصنة°°° الأسد موقعـــهم كبـــا به الحــــثل

يوم الكريهة عز الله سطوتهم°°°شقوا الصفوف ونور النصر يكتمـل

أكرم به أســـــد عزم به بطل°°°خاض الصفوف وروح العزم تعتمل

الله أكبر قولة نور شرارتـها°°°حمى الوطــــيس بـها والنــار تشتعل

حتف العدو دنا وللنجــاة رنا °°°ريح الحمـــــام عدا رُبانهم ثمـــــــل

من المعارك الكبرى في ثورتنا المظفرة معركة جبل أبو كحيل بقيادة البطل المجاهد الشاب الشهيد محمد شعباني ، ففي مساء يوم 16-9-1961 وبينما كانت فرقة من المجاهدين من الولاية السادسة تقوم بعملية تدريب، اكتشفتها طائرات استطلاع العدو وعينت المكان وأخبرت قيادتها. أعلن العدو حالة الاستنفار وحشد قوات هائلة مزودة بمختلف الأسلحة .وفي المقابل استعد المجاهدون واتخذوا كل التدابير من أجل المواجهة. في صباح اليوم التالي17سبتمبروفي حدود الساعة السابعة كانت حشود العدو تتقدم نحو مركز الكرمة الذي يتحصن به المجاهدون، وكعادة العدو الذي لا يغامر بزحف المشاة لأنه يعلم نتيجة ذلك، لكنه يستعمل الطائرات والمدفعية الثقيلة بكثافة من أجل التقليل من خطر المواجهة، وهكذا استعمل أكثر من 36 طائرة في ثلاثة أمواج ب12 طائرة مستعملا القنابل الضخمة ومنها قنابل النابالم الحارقة، وفي نفس الوقت كانت المدفعية تذك المنطقة بكثافة ،ورغم أن العدو أحكم حصار المنطقة بالدبابات التي بلغت 150 دبابة إضافة إلى المركبات الأخرى من مختلف الأنواع. لما اقرب مشاة العدو من حصون المجاهدين تعالت صيحات :الله أكبر وتبعتها زخات كثيفة من النيران أجبرت جنود العدو عل التراجع فاعترضتهم هراوات الضباط تجبرهم على التقدم.استمرت المعركة على هذا النحو تقدم تواجهه نيران كثيفة يتراجع العدو ثم يحاول ثانية .استعمل المجاهدون الرشاشات الثقيلة وبها حيدوا تدخل الطيران التي أصبحت تحلق على ارتفاع شاهق لا يمكنها من تنفيذ ضربات مؤثرة .في مساء اليوم الأول هدأت قليلا حدة المواجهة وهو ما جعل قيادة جيش التحرير تجتمع لتقويم نتائج المعركة واتخاذ المواقف اللازمة استعدادا لليوم التالي، سقط في اليوم الأول شهيدان هما: محمد الهادي عبد السلام وإبراهيم قبطان إضافة إلى جرح 3 مجاهدين كانت جروحهم خطيرة. قرر المجاهدون نقل الجرحى وإسعافهم وتوزيع الذخيرة والعمل على فك الحصار من أجل تغيير المكان بغيره الأكثر تحصينا وهكذا كان. استطاع المجاهدون فك الحصار بعملية تمويه محكمة ليلتحقوا بالمركز المعين، وقد نشبت اشتباكات عنيفة تحت الأضواء الكاشفة. وفي حدود الساعة 11 ليلا تم الانسحاب والاتجاه إلى مركز جريبع الأكثر تحصينا. حشد العدو أكثر من 1400جندي معززة بالدبابات بغرض محاصرة المركز الجديد، لكن ذلك لم يفت في عزيمة المجاهدين وواصلوا التصدي، وقع قتال بري رهيب وهكذا رغم وضعية العدو المحاصرة إلا أن هجومات المجاهدين وصرخات الله أكبر أطاحت بمعنوات الأعداء مما اضطر قادتهم إلى استعمال الهراوات والسياط لدفع جنودهم على التقدم دون جدوى، وهكذا استمرت المعركة إلى أن حل الظلام. تمكن المجاهدون من فك الحصار للمرة الثانية وكانت نتيجة اليوم الثاني سقوط 7 شهداء ومجموعة من الجرحى .ارتخت قبضة العدو وأيقن أن لا قبل له بالنيل من عزيمة المجاهدين، وعليه كانت اشتباكات اليوم الثالث أقل حدة تمكن المجاهدون للمرة الثالثة من تغيير خطتهم ومواقعهم.عاد العدو منسحبا يجر أذيال الخيبة ولسان حاله يقول المعركة تكسبها العزيمة والإرادة وليس الطائرة والدبابة .لم تعرف خسائر العدو في هذه المعركة إلا أنها كانت جسيمة ، وأهم نتيجة أنها بينت للعدو أن الصحراء التي كان يخطط لفصلها ما هي إلا جزء عزيز من الوطن وإن لها من يذود عنها .رحم الله الشهداء رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته.

أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق