الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

التخلف ‏مسؤولية ‏من ‏☆☆☆بقلم ‏علي ‏ناصر ‏حسين ‏الأسدي ‏

{التخلف مسؤولية من}
بقلم علي ناصر حسين الأسدي 
إن واقع التخلف الموجود داخل المجتمع الإسلامي ليس مسؤولية الرجل بحد ذاته ولا مسؤولية المرأة بحد ذاتها، بل إن الرجل والمرأة ضحيتان لمزيد من الأوضاع الإسلامية الداخلية على مستوى السلطة وعلى مستوى الأوضاع الجديدة التي أغرقت المسلمين في أجواء معقدة من الخلافات ومن حالة الاسترخاء التي عاشوها، بحيث إنهم غفلوا عن تأصيل الشخصية الإسلامية في حياتهم الفردية والمجتمعية، بالإضافة إلى العوامل الخارجية التي أطبقت على الواقع الإسلامي، فأبقت حالة التخلف وشجعتها.
وعندما أرادت للمسلمين أن يأخذوا بأسباب الحضارة أعطتهم من الحضارة قشـورها، وأرادت أن تجعلهم ضائعين بين ما هو الإسلام وبين ما هي الحضارة الغربية. إنها أبعدتهم عن إسلامهم باسم التقدم ولم تعطهم جوهر ما يسمى بالتقدم في عمقه الفكري والحضاري. ولهذا فإن المسألة لا تستند إلى عامل واحد بل تستند إلى عوامل كثيرة تؤثر في تكوين أوضاع المجتمع الإسلامي: الداخلية والخارجية.لا يُغرينّك ما وصلت له أوروبا اليوم من رقي سياسي واجتماعي واقتصادي – ظاهرياً – فهناك ما تخفيه هذه الحضارة من دموية مفرطة وعنصرية مقيتة تحمل توقيع استعلاء الرجل الأبيض. التوقيع الذي ورثه الغرب اليوم عن حضاراته السابقة وهو يُشكّل التوجّه السياسي والشعبوي للأمّة الغربية. المتابع بوعي لمسيرة الغرب المُعاصر يجد أنّها جنين مشوّه لحضارات سبقتها والتي كانت تسعى للتخلّص من أي حضارة مقاربة لها ولا تقبل بما يُسمّى بحوار الحضارات كما يروج البعض في غفلة عن التاريخ البائس والواقع المتلوّن حضارة لا تقبل سواها متنفّذاً وصاحب السلطة المطلقة.
القارئ المُتنبّه للتاريخ يرى انفراد الحضارة الغربية عبر تاريخها الطويل بالإقصائية التي لا ترى الآخر من منظور تشاركي بقدر ما تراه منافسا لدوداً وعدواً محتملاً. والتاريخ شاهد لا يكذب. ترى ذلك واضحاً عند وصول الأوروبيين لأستراليا مثلا إذ لم يبقى فيها سوى آثار من الشعوب الأصلية حتى باتوا يدرسونهم على أنّهم فلكلور وانثروبولوجيا. يُمكنك قول ذلك عن الهنود الحمر في أمريكا عندما تم إبادتهم إبادة تامّة ودموية وعن العبودية والعنصرية يُمكن أن تقراً مئات التقارير التي تتحدّث عن عدد الأفارقة الذين تم استعبادهم ونقلهم من إفريقيا إلى أمريكا يُقال أنّهم وصلوا لأكثر من 13 مليون شخص. واقرأ تاريخ الإبادة التي تعرّض لها المسلمون الأندلسيون على يد الحضارة الأوروبية في محاكم التفتيش لتكتشف بما لا يدع مجالاً للشك بأنّها حضارة قامت على الدماء والإقصاء وطرد الآخر.ويقول مارسيل بوزار في كتابه: إنسانية الإسلام: «في كلمة موجزة، فإن الإسلام حضارة أعطت مفهومًا خاصًا للفرد، وحددت بدقة مكانه في المجتمع وقدمت عددًا من الحقائق الأولية التي تحكم العلاقات بين الشعوب. كما أن هذه الحضارة لم تقدم فقط مساهمتها التاريخية الخاصة في الثقافة العالمية، ولكنها تؤكد أيضًا، ولها مبرراتها، على تقديم حلول للمشاكل الرئيسية للأفراد والمجتمعات والمشاكل الدولية التي تثير الاضطرابات في العالم المعاصر».
إن الإسلام هو اتصال بين الله كإله وبين الإنسان كإنسان فالإسلام تسليم يقيني نشط وعن طوعية إلى المشيئة الإلهية. لكن نرى المسلم اليوم يتخبط بين واقعه الاسلامي وبين الحضاره الغربيه والتي راح ضحيته الكثير من المسلمين ٬ علينا الرجوع الى حضارتنا الاسلاميه ونتقيد بها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق