الابواب المغلقة
==== شهيده الحب
أتي الدور علي مدام سعاد (سيده كبيره ومشهوره بكتاباتها القصصية والشعرية
ولها الكثير من الكتب تقترب من الستين ومازال بها قدر كبير من الجمال والوقار
قالت وهي تتنهد بشده شاءت الأقدار أن أتعرف عليها في حفل توزيع كتابي عن الحب العفيف
فتاه رقيقه نقيه من الصعيد لها كتاب عن الجن والعفاريت وأحلام العذاري المرعبة
لاحظت انها متوتره جدا لدرجه الخوف انتهت الحفلة وذهب كلا منا في طريقه
أيام قليله ووجدتها معي في احدي الجروبات بالفيس
بدأت بالتعليقات علي ما ننشره ثم بالكتابة علي الخاص
والسؤال عن رأي فيما تكتب خصوصا وانا في سن أمها وربما اكبر
هي فتاه تقترب من الخامس والعشرون من عمرها حاصله علي شهاده جامعيه
تجيد كتابه القصص الخيالية وتحاول أن تكتب أشعار
خجوله وحيده أبويها وتكتب وتنشر القصص دون أن يعلم أهلها بذالك
في احد الأيام وجدتها تكتب لي أن الحب ده لعنه تدعوا الله أن يبعده عنها
حاولت أن افهم منها أو أوضح لها ماهو الحب وجدتها عنيفه ولا تسمع
فسكت ومرت الأيام والحديث معها قليل جدا ثم اختفت من الفيس فتره طويله
قبل أن تعود وصوره بورفيلها امرأة تبكي
حاولت الحديث معها كثيرا وأخيرا بدأت تحكي عن صديقتها
حنان فتاه بريئه أصيبت بكسر مضاعف في حادث وهي عائده من الكلية
شهور طويله وهي بالمستشفي تخرج من عمليه تدخل في الأخر وأخيرا وقفت
علي رجلها من جديد واستعدت للخروج من المستشفي لتجد الدكتور حازم يوقفها
ويطلب الكلام معها وبعد تعلثم وتردد عرض عليها حبه وطلب الزواج منها
هربت من أمامة دون أن ترد لكن قلبها كان يرقص من الفرح لذالك
فدكتور حازم تعب معها كثيرا وهي بالمستشفي وكان قلبها يحدثها بحبه
المهم استأذن دكتور حازم لزيارتها بالبيت وسط ترحيب كبير من الأم والأخوات
فالجميع شعر كيف تعب حازم معها ولولا عنايته الفائقة بها ربما ما كانت وقفت
من جديد
بعد الترحيب وتقديم واجب الضيافة له انفرد بوالد حنان طالبا يدها علي سنه الله ورسوله
ليجد انقلاب في الحديث تمام والرفض بمنتهي العنف ليس عندنا بنات للزواج
من الأغراب
حاول كثيرا معه ألا أن ابو حنان وقف وقال له الزيارة انتهت
تكلم حازم مع عمده البلد ومدير المستشفي وكل من يستطيع الكلام مع والد حنان
فهو جاهز للزواج منها وموافق علي اي شروط
للاسف تم الرفض القاطع لطلبه واخبر من أتي معه نحن صعايده لا تخرج البنات من عائلتها للأغراب
بكت حنان كثيرا وتوسلت للاب لم يهتم لها وحبسها في البيت
مرضت بشده وكادت تموت من الأضراب عن الطعام ألا أن قلب أبوها لم يحن
أخيرا اتصلت ب حازم وعرضت عليه الهرب معه بعد تردد زار أبوها مره أخري
ألا أن رفض مقابلته
وأخيرا هربت حنان بحبها من جحيم الجهل والعادات الباليه وذهبت مع حبيبها
لبلده في احدي المدن الساحلية
واتصل حازم من جديد بأبو حنان يتوسل ألية الموافقة علي الزواج واقسم له
أن يعود بيها للبلد إذا وعده بان يزوجها له
لم يرد أبو حنان ألا بكلمه واحده بنتي ماتت
تكلم مع مدير المستشفي والعمدة ومأمور القسم يا ناس عايز أتزوج بالحلال
لكن الأب مصر خلاص بنتي ماتت
وأخيرا تم الزواج وعاشت حنان سنوات من اجمل سنين حياتها وكان حازم لها
الزوج والحبيب والأب والأم وكل شي
انجبت شهد بعد عام من الزواج وحين أكملت عامين أتت ياسمين
كانت دوما تسال عن أمها واخواتها وتتابع أخبارهم حتي الأسبوع الماضي
حدث خلاف بين عم حنان واحد جيرانه علي التجارة
وحين طالب عم حنان بحقه المسلوب من جاره سخر منه أمام الجميع قائلا
بنت أخوك حنان فين يا سيد الرجالة
استشاط العم غيظا وكاد أن يقتل جاره لولا أن تدخل الناس وأبعدوه منه
لكن العم لم ينسي المعايرة وذهب لابو حنان يخبره فرد بنفس الكلمة بنتي ماتت
بدء العم يتجسس عن أخبار حنان وزوجها حازم بحجه عودت المياه لمجاريها
وما أن عرف مكانها أخذ ابنه الكبير وخطفوا حنان من بيتها وتم تخديرها
وأمام الناس بالبلد تم قتلها مع انطلاق زغاريد الجهل والعادات السيئة
وذهب العم وابنه للبوليس وسلموا انفسهم واعترفوا بقتل حنان
وهكذا ماتت حنان شهيده الحب
فهل مازالت تؤمني بالحب أستاذتي
ردت عليها طبعا الحب شي جميل وحنان ليست شهيده الحب بل شهيده التعصب والجهل
ادعي الله لها بالرحمة والصبر لزوجها وبناتها الصغار
حقا مازالت العادات الجاهلية تتحكم في الكثير من العائلات في صعيد مصر
====
عصام محمود حسن
12/4/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق