الجمعة، 23 أغسطس 2019

رأي في الشعر الحر / بقلم د.غالب القرالة

د.غالب القرالة
رأي في الشّعر الحرّ:
الشّعر في اللّغة العربيّة
على مدى التاريخ استخدم الإنسان العديد من الطرق المختلفة للتعبير عن نفسه ومشاعره كالرسم والنحت والتطريز والغناء ورواية القصص والرقص والغناء وكتابة الشعر.
القصائد العمودية (الشعر العمودي):
هو أصل الشعر العربي وأساس كلّ أنواع الشعر التي اكتشفت بعده وأهم ما يميزه تكوّنه من مجموعة من الأبيات تتألّف كلها من مقطعين يسمى المقطع الأول الصدر والثاني العجز ويلتزم بقوانينه لقواعد الخليل بن أحمد الفراهيدي ويدعى هذا العلم علم العروض والقصيدة العمودية تُكتب بالعربيّة الفصحى وهي من أرقى أنواع الغناء العربي وتكون مؤلّفةً من تفعيلات موزونة ومنتظمة وهي تكوّن البحور الخليليّة.
قصائد التفعيلة (شعر التفعيلة):
تعتمد على نظام السطر الشعري وليس على نظام البيت الواحد بحيث يتمّ تكرار التفعيلة في السطر الواحد عدة مرات وهي قصائد متّزنة ومنتظمة وليس شرط التزامها بالقافية.
الشعر الحر:
هي طريقة للتّعبير بصورةٍ حديثة عن نفسية الشخص المعاصر وطموحاته ونزعاته وقضاياه المختلفة وآماله التي تجول بخاطره وظهر رداً على المدرسة الرومانسيّة التي تَنظر للهروب من الواقع إلى عوالم مثالية وأهمّ ما يميزه الوزن وأنّه يقبل التدوير ولا يلتزم بالقافية. القصائد (السماطين):
وتلقى أمام الجموع والحشود وتتميّز بطولها وتلقى في مدح الحكام والملوك والرؤساء. القصائد الطوال:
تحتوي على أبياتٍ كثيرة وتكتب للإصلاح بين المتخاصمين والترغيب والترهيب من أمر معين.
يُعتبر الشِعر أحد مجالات عالم الأدب والكلمة وأحد أهمّ الأساليب الأدبية التي يُعبّر من خلالها الإنسان المُثقف أو الموهوب عما يدور في داخله وما يعتمل في صدره من أحاسيس ورغبات باستخدام الوصف وترتيب المعاني ونظم القوافي وهناك أنواع كثيرة للشِعر تختلف باختلاف اللغة والثقافة ففي اللغة العربية هناك الشعر العمودي وهو أساس الشعر العربي والأصل الأول الذي انبثقت عنه أنواع الشعر الأُخرى ويكون مُكوّناً من مجموعة أبيات ويتألف البيت الواحد من المقطع الأول وهو الصدر والمقطع الثاني وهو العجز ويخضع هذا النوع من الشعر لعلم العروض الذي يتطلّب وجود وزنٍ وقافية وهناك الشعر الحرّ  وهو الشعر الذي تخلّص من الوزن والقافية والشعر الشعبي
وهو من أنواع الشّعر الحديث لا يلتزم بالقافية أو بالوزن أو بحرف الرَويّ كانت بداياتهُ من بغداد عام 1947 ويمتاز الشّعر الحرّ بالحُريّة في اختيار الوزن فلا يلتزم الشّاعر بتفعيلةٍ أو قافيةٍ مُحدّدةٍ أو طولٍ مُحدّدٍ للأسطر ويمتازُ أيضاً باللّحن الموسيقيّ المُصاحب للأبيات الشعريّة وهذا يُعطي للشّاعر حُريّات أكثر في نظم الأبيات لعدم التزامه بتفعيلةٍ مُعيّنةٍ بل بالعدد الكبير من الكلمات التي من المُمكن أن تُضيف لحناً خاصّاً للقصيدة.
الشّعر العموديّ:
يُعتبر أصل جذور كافّة أنواع الشّعر ويتّسم بأنّه يحتوي على مَجموعةِ أبياتٍ كلّ بيتٍ يتألّف من مَقطعين يُسمّى الأول الصّدر والثّاني العَجْز.
والشعر كما قال ابن خلدون هو عبارة عن كلامٍ مفصّلٍ لقطعٍ متساوية من حيث الوزن تتّحد في الحرف الأخير من كل قطعة فتتمّ تسمية كل قطعة باسم بيت وهو كلام موزون من حيث القافية يدل على معنىً معين وقال بعض علماء الأدب إنّ الشعر هو الكلام الذي يقال بشكل متعمد وليس عفوياً فإن كان كذلك فهذا لا يُسمّى شعراً حتى وإن كان موزوناً.
يُعتبر الشعر شكلاً من أشكال الفن الأدبي في اللغة التي تتطرق للوصف والمدح والتشبيهات الجمالية حيث لا يكون الكلام فيه واضحاً ومباشراً كما أنّه يكون كلاماً مستقلاً أو قصائد متميزة أو يمكن أن يُصنّف كواحدٍ من الفنون الشعرية كالتراتيل والنصوص الشعرية أو شعر النثر.
ويعرّف الشعر على أنه كلامٌ موزونٌ مقفّى دالٌ على المعنى ويكون غالباً أكثر من بيت وهناك تعريفٌ آخر لمفهوم الشعر:
وهو الكلام الذي قصد من تقفيته ووزنه قصداً أوليّاً أما ما أتى منه عفو الخاطر من كلمات لم يُقصد بها شعراً فلا يقال لها شعراً حتى وإن كانت موزونة.
ومن الناحية المعنوية يمكن تعريف الشعر على أنّه الإحساس والشعور فالشعر يؤثّر في أحاسيس ومشاعر القارئ.
القصيدة تعتبر القصيدة نوعاً من أنواع الأدب العربي الذي قُسمَ إلى شعرٍ ونثر وهي تُركّز على عنصرين أساسيين وهما:
الوزن والقافية لكن في عصرنا هذا ظهر نوع ثالث غير محدد سواءً كان شعراً أم نثراً والقصيدة بتعريفها الكلاسيكي هي عبارة عن موضوع شعري مكون من عدد من الأبيات بغض النظر عن عددها وتشتمل على خصائص متغيرة مع تغير العصور وتجددها وفي العصر الجاهلي كانت القصيدة من أسمى الفنون المنتشرة ومن أهمها وكان الشاعر آنذاك لا يقارن بأيٍ كان من حيث مكانته.
عرفت القصيدة قديماً على أنها شعرٌ غنائيّ يدور حول عدة مواضيع كالحوادث العاطفية أو المدح للملك أو شيخ القبيلة أو رثاءً أو تفاخراً بالقبائل التي ينتمي لها الشعراء أو على شكل ترحيب بضيفٍ غريب أيضاً كانت تقال القصائد للبكاء على أطلال الحبيبة أو للتغزل بها بشكل عفيف وعذري.
يمتلك الشعر الحرّ بعدد من الخصائص ومنها ما يلي:
وحدة التفعيلة
فكلّ سطر من سطوره لا يتقيّد بالتفعيلات العروضيّة.
تشكيل عدد من الصور الشعريّة الجديدة والإكثار منها.
عدم التقيد بوحدة القافية.
الاهتمام بتوظيف الأساطير والرموز الدينيّة والأبعاد الفلسفيّة وهذا الأمر جعل الغموض غالباً على قصائد الشعر الحر.
توظيف لغة الحياة اليوميّة.
ظهور الوحدة العضوية والموضوعية بشكل واضح.
البيت في قصيدة الشعر الحر هو وحدة موضوعية متكاملة وتنتهي هذه الوحدة بانتهاء الأبيات الشعريّة المتلاحقة وراء بعضها البعض حيث يكون ترابط أبيات القصيدة مثل ترابط الفقرات في المقالة الواحدة.
طبيعة الشعر الحر تتمثل طبيعة الشعر الحر من كونه شعر يجري على اتباع قواعد العروض الخاصة بالقصيدة العربية والالتزام بها ولا يُمكن الخروج عنها إلّا في مجال الشكل وفي العادة تتحرر أغلب أبياتها من تكرار القافية الواحدة وبالتالي يستخدم الشعر الحر الوزن العروضي والتفعيلة الثابتة ولكن يوجد اختلاف في الشكل الخارجيّ للقصيدة فعلى سبيل المثال إن أراد الشاعر بناء قصيدته الحرة على بحر الرمل ما عليه إلّا أنْ يلزم قصيدته هذا البحر وتفعيلاته ويملك حرية اختيار عدد التفعيلات في كلّ شطر شعريّ ولعل أهم ما يُميّز الشعر الحر هو عدم التقيد بالبيت التقليديّ وبالقافية الموحدة.
من مُسميّات الشعر الحر يمتلك الشعر الحر العديد من التسميات، ولعل أهمها ما يلي:
الشعر الحر. الشعر الجديد. الشعر المنطق. الشعر الحديث. الشعر التفعيليّ. شعر التفعيلة. رواد الشعر الحر يُمكن القول أنَّ ما يلي هم رواد الشعر الحر:
نازك صادق الملائكة. بدر شاكر السيّاب. بعض تحديات الشعر الحر يُشار إلى تعرض الشعر الحر إلى العديد من العقبات والهجمات حيث شنَّ المحافظون هجوماً شرساً على الشعر الحر واتهموا شعراءه بالضعف والتآمر على اللغة العربية وعلى التراث وتنكروا لصوره وأساليبه وخصائصه ولكن رغم كل الهجمات التي لاقاها الشعر الحر إلّا أنَّه واجهها  وذلك من خلال قصائد الشعر الحر التي نظمها شعراء العرب المشهورين  وبالتالي فلقد تمكّن هذا الشعر من تحقيق التقدم والحضور المرموق في مختلف الوسائل والمجالات والأصعدة.
الفرق بين الشعر والقصيدة
القصيدة هي عبارة عن عدد من الأبيات التي تحمل عنواناً مُعيّناً حيث تتحدث هذه الأبيات عن موضوع موحد وتقتصر عليه ولا تتشعب في الأفكار
أما الشعر فهو أعمّ من القصيدة من حيث الموضوعات التي يتناولها وهو نوع من أنواع الأدب الذي تندرج القصيدة تحته وهو يشمل نوعين:
الشعر العمودي
والشعر الحر
كما أنّ القصيدة تحمل أبياتاً موحّدةً في حرفها الأخير باللغة العربية الفصحى وما قبله بحرفين أو أكثر وتحمل عدداً من التفعيلات التي يتكوّن منها البيت الشعري وتحت نظام إيقاعي يُسمّى (بحر)
لكن الشعر يمكن أن يكون حراً أي أن يقوله الشاعر دون أن يتقيّد ببعض القوانين التي يجب الالتزام بها في القصيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق