الجمعة، 20 سبتمبر 2019

بقلم الأديب باسم الفضلي العراقي

{ من كانت اكاديميتها النقدية من زجاج فلا ترمي احرار الكلمة بحجر }ْ

بعيدا عن فوقانية الرد ، ونزعة التعالي التي يتقنع بها اكاديميو النقد العربي ( ستراً لحقيقة لاانتمائيتهم للهم الادبي العربي عامة ،والشعري خاصة )، سأرد على ماذكرته السيدة ( بلحاج ) حول ( لااكاديمية دراستي التحليلية عن قصة الاديب الباز / بداخل كفي ) ، وهو رد غايته كشف حقيقة تلك الاكاديمية النقدية التي اعترفت انني براء منها ، ويشرفني الّا اكون من اتباعها ، وسيأتي ردي في منتهى الحيادية والموضوعية العلمية موثقاً بكل وضوح ، معتمداً طريقة ( من فمك ادينك )، اكرر ان غايتي هنا كشف الحقيقة لااكثر فأنا احترم الجميع حتى من يخالفني الرأي ، شرط الايكون ممن يقصون الاخرين .

.. كما ذكرت في ردي السابق ، لقد حصل انبهار كبير، من طرف النُّقاد العرب بالنَّظريات النَّقدية والمذاهب الفلسفية والمدارس التَّحليلية في النَّقد الأوروبي.

1ـ تقول رائدة الشعر الحر نازك الملائكة ((هذه الدِّراسات الباهرة التي يكتبها النَّاقد الأجنبي هناك..إنها تعمل في نقادنا عمل السِّحر فتبهرهم وتسكرهم وتفقدهم أصالة أذهانهم وتصيب حواسهم المبدعة بشيء يشبه التَّنويم)) / كتابها :قضايا الشعر المعاصر،ص335 .

وتضيف (( هذا الانبهار للأسف،لم يكن من أجل العمل والكدِّ لأجل تطوير الحركة النَّقدية العربية،وإنما كانت له مواقف جدُّ سلبية،فإننا لا نغالي ولا نبالغ "إذا قلنا إنَّ موقف نقادنا من الفكر الأوروبي يكاد يكون موقف استخذاء،إنَّ بعضهم يعتقد اعتقادًا جازمًا أننا أقلّ موهبة من شعراء الغرب،وإنَّ علينا أن نغترف نظرياتهم ونأكلها أكلاً إذا نحن أردنا أن ننشئ شعرًا عربيًّا ونقدًا) / نفس المرجع ، ص 336.

وفي ظل هذه التَّبعية الثَّقافية، راح الناقد العربي يعب من معين الأساتذة النُّقاد الأوروبيين دون أن يفطن إلى أنَّ النَّقد الأوروبي يتحدر من تاريخ منعزل انعزالاً تامًا عن تاريخنا،وهذا ما اكدته نازك بقولها (( كيف يتاح لنا أن نطبق أسس ذلك النَّقد الأجنبي على شعرنا الذي يتدفق من قلوب غير تلك القلوب،وعصور غير تلك العصور؟..... ،فما يكاد النَّاقد العربي اليافع يقرأ ما كتبه إيليوت .برادلي ، مالارميه ،فاليري وغيرهم،حتى يشتهي أن يطبق ما يقولون على الشِّعر العربي مهما كلفه ذلك من تصنّع وتعسّف وجور على شعرنا ولغتنا )) / نفس المرجع ( بتصرف )، ص334 و335 2 ـ َ الَّنقد العربي المعاصر يعاني من عدة منزلقات ، على مستوى التنظير ، وعلى مستوى الاشتغال العملي ،هذا ماذهب اليه "أ. بدرة فرخي" في مقاله المعنون " النقد العربي بين حقيقتي الإبداع والإتباع " ،مجلة الناص،العدد 07،اذار2007،ص203. ،وحددها بعدة مزالق ، اهمها ( تبني المناهج الغربية ) ، فيقول (( إنَّ هذا التبنِّي للمناهج الغربية هو قمع لوجود النَّص عينه،من منظومته الثَّقافية التي أنتجته))،فهذه المناهج تستند إلى خلفيات ثقافية ومرجعيات فلسفية فكرية غربية ، وغريبة عن تلك الخلفيات الثقافية للمنجز الأدبي العربي

3ـ أقرَّ كثيرٌ من النُّقاد العرب المحدثين أن النَّقد العربي اليوم،يعاني أزمة تأصيل حقيقية ومنهم "سيد بحراوي" حيث يذهب إلى القول:(( إنَّ النَّقد العربي يعيش حالة أزمة،ومن مظاهر هذه الأزمة غياب تام لدور النَّقد في الحياة الثَّقافية، غياب المنهج الواضح،الشِّيء الذي يترتب عنه عدم تبلور مدارس نقدية عربية تقدم رؤية متكاملة للعمل الأدبي )) /الثقافة الجديدة المصرية،عدد12، 1986 ،ص110،

ويؤكد مرَّة ثانية ما ذهب إليه مركزًا على الأزمة المنهجية قائلاً: ((تتفشَّى الأزمة المنهجية التي تتمثل في عدم قدرة نقادنا المحدثين والمعاصرين على تحقيق طموحهم،لامتلاك المنهج أو المناهج العلمية المتكاملة،والمتناسقة التي تسمح لهم بالتَّعامل مع نصوصنا الأدبية تعاملا علميا..)) / أدب ونقد المصرية،العدد116، 1995

4ـ يذهب بعض النقاد ومنهم "محمد جمال باروت"،إلى وجود (( صعوبة تمييز لغة واحدة في نقدنا العربي المعاصر،بل يمكن تميِّيز عدّة لغات،لكن مجمل هذه اللغات ما هي إلا تنويعا في ثقافة الغزو ،إنَّ من الصعب – مثلا- الحديث عن لغة بنيوية واحدة بقدر ما يصح الحديث عن لغات بنيوية فلكل من ـ كمال أبو ديب- أدونيس-خالدة سعيد-محمد بنيس-يمنى العيد- إلياس خوري-...لغته البنيوية الخاصة )) / ينظر: أحمد كمال زكي،النقد الأدبي الحديث أصوله واتجاهاته،ص23 .

5ـ يذهب النَّاقد"إدوارد سعيد"،إلى أنَّ العالم العربي منهمك فيما أسماه النَّسخ المباشر،ويعلِّل ذلك بقوله(( يساورني الانطباع بأننا في العالم العربي نقوم بالنَّسخ المباشر،ما إن يقرأ الواحد منا كتابا من تأليف"فوكو وكرامشي،حتى يرغب في التَّحول إلى "كرامشوي"أو "فوكوي"،لا توجد محاولة لتحويل تلك الأفكار إلى شيء ذي صلة بالعالم العربي )) / ينظر : محمود ميري،أسئلة النقد الأدبي العربي الحديث أزمة ثقافة أم أزمة منهج؟،مجلة علامات،ص 119.

6ـ يصف " لطفي اليوسفي"الخطاب النَّقدي العربي المعاصر بأنه ((خطاب محنة،يحركه وعي "شقي"،فهو مرتهن من جهة بالرؤية التَّقليدية التي ترى الحديث النقدي"فعل تميِّيز لجيد الأدب من رديئه"،ومنوط من جهة ثانية بأوهام الحداثة وادعاءاتها،حيث الهرب إلى الثَّقافة الغربية لاستلاف ما ابتدعته من مفاهيم،واقتطاعها من منابتها لإنزالها قهرا في أدبنا))/ المرجع السابق ،ص116.

7ـ الناقد الجزائري "عبد الملك مرتاض" انتقد بقسوة النُّقاد العرب،معيبًا عليهم طريقة تعليمهم للنقد الحديث،قائلا في السِّياق نفسه بأن جميعهم يلوكون بألسنتهم المصطلحات الغربية،بل ذهب الى الأكثر من ذلك - في مؤتمر ذي صلة بموضوعة النقد العربي المعاصر ، عُقد في المغرب يوم 25 يناير 2004 ، حين رفض بشدة القول بوجود نظرية نقدية عربية، وقال (( لا توجد نظرية نقدية عربية،نحن جميعا من طنجة إلى البحرين عالة على النظرية النقدية الغربية المعاصرة))/ ينظر أ.بدرة فرخي،المرجع السابق،ص204

ولولا الخشية من ملل القارئ من الاطناب لجئت بمئات الشواهد والاقوال لكبار النقاد والمعنيين بالشأن النقدي العربي التي تجعل كل ( اكاديمي ) يفكر الف مرة قبل ان يحاول ،مجرد محاولة، في مصادرة جهد من يجتهد ليأتي (بآليته) الخاصة في قراءة النصوص الادبية والتعاطي معها تحليلياً، لاسيما من يرفض تغريبكم الاكاديمي ، ولازموا ابراج عزلتكم الفاااارهة الخواء وتنحوا عن طريق الكلمة الحرة.

ـ الدارس التحليلي اللااكاديمي باسم الفضلي العراقي ـ

من كانت اكاديميتها النقدية من زجاج فلا ترمي احرار الكلمة بحجر }

عن فوقية الرد ، ونزعة التعالي التي يتقنع بها اكاديميو النقد العربي ( ستراً لحقيقة لاانتمائيتهم للهم الادبي العربي عامة ،والشعري خاصة )، سأرد على ماذكرته السيدة ( بلحاج ) عن ( لااكاديمية دراستي التحليلية عن قصة الاديب الباز / بداخل كفي ) ، وهو رد غايته كشف حقيقة تلك الاكاديمية النقدية التي اعترفت انني براء منها ، ويشرفني الّا اكون من اتباعها ، وسيأتي ردي في منتهى الحيادية والموضوعية العلمية موثقاً بكل وضوح ، معتمداً طريقة ( من فمك ادينك )، اكرر ان غايتي هنا كشف الحقيقة لااكثر فأنا احترم الجميع حتى من يخالفني الرأي شرط الايكون ممن يقصون الاخرين .

.. كما ذكرت في ردي السابق ، لقد حصل انبهار كبير، من طرف النُّقاد العرب بالنَّظريات النَّقدية والمذاهب الفلسفيةوالمدارس التَّحليلية في النَّقدالأوروبي.

1ـ تقول رائدة الشعر الحر نازك الملائكة ((هذه الدِّراسات الباهرة التي يكتبها النَّاقد الأجنبي هناك..إنها تعمل في نقادنا عمل السِّحر فتبهرهم وتسكرهم وتفقدهم أصالة أذهانهم وتصيب حواسهم المبدعة بشيء يشبه التَّنويم))/ كتابها :قضايا الشعر المعاصر،ص335 .

وتضيف (( هذا الانبهار للأسف،لم يكن من أجل العمل والكدِّ لأجل تطوير الحركة النَّقدية العربية،وإنما كانت له مواقف جدُّ سلبية،فإننا لا نغالي ولا نبالغ "إذا قلنا إنَّ موقف نقادنا من الفكر الأوروبي يكاد يكون موقف استخذاء،إنَّ بعضهم يعتقد اعتقادًا جازمًا أننا أقلّ موهبة من شعراء الغرب،وإنَّ علينا أن نغترف نظرياتهم ونأكلها أكلاً إذا نحن أردنا أن ننشئ شعرًا عربيًّا ونقدًا)/ نفس المرجع ، ص 336.

وفي ظل هذه التَّبعية الثَّقافية،راح الناقد العربي يعب من معين الأساتذة النُّقاد الأوروبيين دون أن يفطن إلى أنَّ النَّقد الأوروبي يتحدر من تاريخ منعزل انعزالاً تامًا عن تاريخنا،وهذا ما اكدته نازك بقولها (( كيف يتاح لنا أن نطبق أسس ذلك النَّقد الأجنبي على شعرنا الذي يتدفق من قلوب غير تلك القلوب،وعصور غير تلك العصور؟..... ،فما يكاد النَّاقد العربي اليافع يقرأ ما كتبه إيليوت .برادلي ، مالارميه ،فاليري وغيرهم،حتى يشتهي أن يطبق ما يقولون على الشِّعر العربي مهما كلفه ذلك من تصنّع وتعسّف وجور على شعرنا ولغتنا)) / نفس المرجع( بتصرف )، ص334 و335

2 ـ َ الَّنقد العربي المعاصر يعاني من عدة منزلقات ، على مستوى التنظير ، وعلى مستوى الاشتغال العملي ، حددها "أ. بدرة فرخي" في مقاله المعنون " النقد العربي بين حقيقتي الإبداع والإتباع " ،مجلة الناص،العدد 07،اذار / 2007،ص203.)، ومن اهمها( تبني المناهج الغربية) ، فيقول (( إنَّ هذا التبنِّي للمناهج الغربية هو قمع لوجود النَّص عينه،من منظومته الثَّقافية التي أنتجته))،فهذه المناهج تستند إلى خلفيات ثقافية ومرجعيات فلسفية فكرية غربية ، وغريبة عن تلك الخلفيات الثقافية للمنجز الأدبي العربي

3ـ أقرَّ كثيرٌ من النُّقاد العرب المحدثين أن النَّقد العربي اليوم،يعاني أزمة تأصيل حقيقية ومن هؤلاء :

"سيد بحراوي" حيث يذهب إلى القول:(( إنَّ النَّقد العربي يعيش حالة أزمة،ومن مظاهر هذه الأزمة غياب تام لدور النَّقد في الحياة الثَّقافية، غياب المنهج الواضح،الشِّيء الذي يترتب عنه عدم تبلور مدارس نقدية عربية تقدم رؤية متكاملة للعمل الأدبي )) /الثقافة الجديدة المصرية،عدد12، 1986 ،ص110،

ويؤكد مرَّة ثانية ما ذهب إليه مركزًا على الأزمة المنهجية قائلاً: ((تتفشَّى الأزمة المنهجية التي تتمثل في عدم قدرة نقادنا المحدثين والمعاصرين على تحقيق طموحهم،لامتلاك المنهج أو المناهج العلمية المتكاملة،والمتناسقة التي تسمح لهم بالتَّعامل مع نصوصنا الأدبية تعاملا علميا..)) / أدب ونقد المصرية،العدد116، 1995

4ـ يذهب بعض النقاد ومنهم "محمد جمال باروت"،إلى وجود (( صعوبة تمييز لغة واحدة في نقدنا العربي المعاصر،بل يمكن تميِّيز عدّة لغات،لكن مجمل هذه اللغات ما هي إلا تنويعا في ثقافة الغزو ،إنَّ من الصعب – مثلا- الحديث عن لغة بنيوية واحدة بقدر ما يصح الحديث عن لغات بنيوية فلكل من ـ كمال أبو ديب- أدونيس-خالدة سعيد-محمد بنيس-يمنى العيد- إلياس خوري-...لغته البنيوية الخاصة ))/ ينظر: أحمد كمال زكي،النقد الأدبي الحديث أصوله واتجاهاته،ص23 .

5ـ يذهب النَّاقد"إدوارد سعيد"،إلى أنَّ العالم العربي منهمك فيما أسماه النَّسخ المباشر،ويعلِّل ذلك بقوله(( يساورني الانطباع بأننا في العالم العربي نقوم بالنَّسخ المباشر،ما إن يقرأ الواحد منا كتابا من تأليف"فوكو وكرامشي،حتى يرغب في التَّحول إلى "كرامشوي"أو "فوكوي"،لا توجد محاولة لتحويل تلك الأفكار إلى شيء ذي صلة بالعالم العربي )) / ينظر : محمود ميري،أسئلة النقد الأدبي العربي الحديث أزمة ثقافة أم أزمة منهج؟،مجلة علامات،ص 119.

6ـ يصف " لطفي اليوسفي"الخطاب النَّقدي العربي المعاصر بأنه ((خطاب محنة،يحركه وعي "شقي"،فهو مرتهن من جهة بالرؤية التَّقليدية التي ترى الحديث النقدي"فعل تميِّيز لجيد الأدب من رديئه"،ومنوط من جهة ثانية بأوهام الحداثة وادعاءاتها،حيث الهرب إلى الثَّقافة الغربية لاستلاف ما ابتدعته من مفاهيم،واقتطاعها من منابتها لإنزالها قهرا في أدبنا))/ المرجع السابق ،ص116.

7ـ الناقد الجزائري "عبد الملك مرتاض" انتقد بقسوة النُّقاد العرب،معيبًا عليهم طريقة تعليمهم للنقد الحديث،قائلا في السِّياق نفسه بأن جميعهم يلوكون بألسنتهم المصطلحات الغربية،بل ذهب الى الأكثر من حين رفض بشدة - في مؤتمر ذي صلة بموضوعة النقد العربي المعاصر

منعقد في المغرب يوم 25 يناير 2004 ، القول بوجود نظرية نقدية عربية،وقال(( لا توجد نظرية نقدية عربية،نحن جميعا من طنجة إلى البحرين عالة على النظرية النقدية الغربية المعاصرة))/ ينظر أ.بدرة فرخي،المرجع السابق،ص204

ولولا الخشية من ملل القارئ من الاطناب لجئت بمئات الشواهد والاقوال لكبار النقاد والمعنيين بالشأن النقدي العربي التي تجعل كل ( اكاديمي ) يفكر الف مرة قبل ان يحاول ،مجرد محاولة، في مصادرة جهد من يجتهد ليأتي (بآليته) الخاصة في قراءة النصوص الادبية والتعاطي معها تحليلياً، لاسيما من يرفض تغريبكم الاكاديمي ، ولازموا ابراج عزلتكم الفاااارهة الخواء وتنحوا عن طريق الكلمة الحرة.

ـ الدارس التحليلي اللااكاديمي باسم الفضلي العراقي ـ

هناك تعليق واحد:

  1. تُبنى الأرواح والعقول على كلمة طيّبة...
    وأيضاً البرهان يحتاج البيّنة وأنت كنت داعم كلي بهذه الدلالات والاستجرار عن مفكرين وأدباء و ونقاد
    لأنك تؤمن بالفكرة أولاً إلى حدّ الاعتقاد ليؤمن بها الآخرون وإلاّ فستبقى مجرّد صياغة خالية من الروح والحياة .
    إنّ ايماننا بفكرتنا يزيد ثقة الناس بها وإذا صدأ الرأي صقلتهُ المشورة والمعرفة والتجربة . والتجارب ليس لها نهاية والمرء منها زيادة .
    والمسؤوليّة تدفعنا إلى القيام بالواجب فلا نتأخر فقد يفوتنا خيرٌ كثير لإستعادة قوة الارادة وهو احترام النفس والثقة بها فالثقة بالنفس واحترامها دليل قوة الإرادة ان نحترم الأخرين ..من هنا كنت شفيفاً وأتيت بالحجة والاقناع
    بحكمة واتزان وهدف قيّم الذي سكبته هنا وغاية نبيلة بأسلوبك ومنهجك في النقد بالاشارات وهو دليل على اتٍساع فكر ورأي وثقافة عالية خالٍ من الإرباك الذهني وعلى يقين ومعرفة ببواطن اللغة
    أديب لك جمال الإنصات والتعقيب بعيداً كل البعد كما يفعل البعض لا ردٍ مسلوق أمام نص حقيقي أو مرور مُفبرك يحمل الركاكة في اللغة والمعنى دون النظر إلى نصٍ ما بما يحتويه من عمق في الرايّ أو تحليل دوماً مرورك ليس عبثياً بل تأخذنا الدهشة بإتساع فكرك الصائب وبمهنيّة في معرفة ما يدور حولك من هواجس سياسية في العالم العربي وأحداث دامية طالت وطنك
    لم تنسلخ يوماً عن قضيتك فهي بالنسبة لك مقدسة ولكن تحولات الحياة وبنية هذه الحياة الجديدة بمكوناتها المعرفية والثقافية
    وبالتيارات الجديدة التي اجتاحتنا جميعاً لابد أن تكون بتيارها ان لم تكن خالق لجزء منه فلعبة الكون باتت مختلفة وماكان
    مألوف في زمن ما اصبح مغايراً في زمن اخر لذلك تعودت ان لا تكرر نارك
    انما تتوالد في كل يوم كل جديد وهذا فرضته ثقافتك العالية بين غرب وشرق وانت جمعتهما واتخذت مسارك الذي لايشبه إلاك
    تفجر مصابيح ما تملك من كينونة اللغة الذاهبة مع الريح
    والشمس دائماً باتجاه المطلق ومن هنا كونت منعطفاً اخر بحياتك الأدبية
    وهذا المنعطف هو بالتالي لايشذّ عن معتقداتك
    مبدع عارم بالثقافة والحياد والفكر والوصف ...
    ان ما يثير حدس الكتابة هو الحالة الابداعية التي تمثلها انت فهي حالة مختلفة عن الكثير من نصوص الحداثة الناضجة اي انك لست مع سرب طيورها المتشابهة من حيث الشكل و التفاصيل فمعظم الحداثيين وقعوا في حالة التشابه النفسي و الفني و من الصعب جدا ان نحدد التمايز فيما بينهم في حالتك فان نصك ان كان قصيراً او طويلاً لا يفلت منك أبدا - فانت تستجيب لحالة شعورية دقيقة لا ترهقها بالتمدد او تضغطها بالاختصار -- فأنت تولد فيها كظاهرة شعورية ضاغطة و تبحث عن مكنون الاوعية اللغوية المناسبة و عندما تتحاور مع المادة الادبية بحاسة تلباثية في عوالم الايحاءات الخفية -- تلعب ثقافتك الدادائية بهندستك المعمارية الفنية دوراً كبيرا في السيطرة على أثير الصور الجمالية فيخرج النص مخلوقا ابداعيا لا تتخلله فقاعات العدمية المفاجئة او العجز المغلف او الاستهانة الرؤيوية لا تملك ابواق دعاية مخملية او جهوية لتجعلها حالة مفروضة على البعد الثالث للسياسة انك تقيم عالمك الابداعي من نواة المبادىء و المثل العليا على نورانية من التواضع و التبسط العفوي لكنه المدّرب بالتأكيد ....
    لأنك لاتعمل على تخدير الإحساس بالمأساة
    ففي الزمن البعيد والقادم إن الذاكرة التاريخية والعربية لما يسمى العروبة ستحتفظ بإرثك والحالة الإبداعية ومن يشبهك لأن ماينقصنا الآن كعرب هو الإعلان الرسمي للوفاة واصدار شهادة الدفن من اعدائنا
    شهادتي بك مجروحة فأنت استاذي وقدوتي
    نرنو لرد من الدكتورة الأكاديمية بلحاج
    انها لاتعرفك ولذلك تجهلك ...فاتصور انها بحثت ونقّبت عنك وستدرك أنها تعجلت في اصدار ادعاء نحتاج برهانه بالرد ...
    والخلاف لايفسد للود قضية
    والادب متسع للجميع
    لك ايها الباهي كل ودي والتحايا

    ردحذف