الإرهاب لا دين له
------
نظراتُهُ موتٌ وثبْ
وخطاهُ خارطةُ اللهبْ
ورؤاهُ غيهبُ غابةٍ
ضوءُ الحياةِ بها نَضَبْ
أنَّى التفتَ رأيتَهُ
كتفجرِ البركانِ هَبْ
ورأيتَ إنسانَ الهُدى
لصدى فضاضتِهِ حطبْ
ورأيتَ عزَّافَ الرَّدى
ما بينَ عينيهِ انتصبْ
ليلوكَ فستقَ أمننا
وشذى السكينةِ في عجبْ
***
هو غيمةُ البارودِ فوقَ
رؤوسنا أنَّى ذهبْ
هو لوثةٌ دمويةٌ
في الناسِ غاسقُها وقبْ
هو ذلكَ الفكرُ المؤثثُ
بالضغينةِ والكُربْ
هو ريحُ إبليسِ التي
تلهو على أرضِ العربْ
***
عقرَ الشريعةَ وارتدى
ثوبَ المسيخِ المرتقبْ
ومضى ليحصدَ أنفساً
خضراءَ حاصرَها التعبْ
زُغبُ الحواصلِ خلفَها
ظمأى يُمنِّيها السَّغبْ
الدِّينُ تحتَ جفونِهِ
غولٌ على دمها وثبْ
في كلِّ زاويةٍ لهُ
شَركٌ هلاميُ الصَّخبْ
في كلِّ منعطفٍ يعربدُ
باسمِ دينِ اللهِ ... تَبْ
ما كانَ دينُ " محمدٍ "
إلا هدىً فينا استتبْ
ما كان َإلا رحمةً
للناسِ وارفةَ الشُّعَبْ
أحيا بهِ اللهُ القلوبَ
فشعَّ في دمها ودَبْ
وجرتْ ينابيعُ الهدى
في الأرضِ واخضرَّ اللهبْ
وبهِ أتانا المصطفى
يدعو إلى خيرِ الإربْ
يهدي بآياتِ الكتابِ
مبشِّراً جمَّ الأدبْ
دمِثاً ربيعيَّ الشذى
عذبَ الحديثِ إذا خطبْ
حسَنَ التسامحِ لا غلوَ
ولا تَشدُّدَ لا غضبْ
يلقاكَ حياً كالضحى
عَذبُ العتاب إذا عتبْ
مَلَكَ القلوبَ بِخُلقِهِ
نشرَ الهدى شرقاً وغربْ
ببهاءِ حكمتهِ ولينِ
فؤادهِ سادَ العربْ
------*
د. أحمد العزي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق